أنا لستُ بخير…زكريا شيخ أحمد / سوريا
أنا لستُ بخير.
أنا لستُ بخير،
لكنني أستيقظ.
أستيقظ لأن النافذة
لم تُغلق تماماً،
لأن الضوء يخطئ الطريق
و يدخل.
أنا لستُ بخير.
أقولها للكوب، للكرسي،
للغبار الذي يعرف اسمي
و لا يناديني.
أقولها و أكمل.
أريد أن أكون بسيطاً
كحجرٍ يعرف
أنه حجر و لا يعتذر.
أريد أن أكون غامضاً
كجرحٍ لا يظهر في الصور
لكنّه يوجع حين أضحك.
أنا لستُ بخير.
و أنا لا أشرح.
في رأسي غرفة تكرر نفسها،
فيها أنا أجلس، أقف، أرحل،
ثم أعود و أجلس.
في رأسي أمشي كثيراً
و لا أصل.
أنا لستُ بخير.
و أنا أمشي.
كل يوم أقول: هذا آخر تعب.
كل يوم يكذب اليوم.
كل يوم أقول: سأصير أخفّ.
فيصير قلبي أثقل
لكن أصدق.
أنا لستُ بخير.
لكنني لا أختفي.
أحب الأشياء الصغيرة:
الماء حين لا يسأل،
اليد حين لا تشدّ ،
الكلمة حين لا تنقذ
و لا تخون.
أحبّها
لأنها لا تطلب
أن أكون أفضل.
أنا لستُ بخير.
و أنا أحب.
أكرر نفسي
لأنني أخاف
أن أنفد.
أكرر نفسي
لأن الصوت
حين يقال مرة واحدة
يموت.
أنا لستُ بخير.
أنا لستُ بخير.
أنا لستُ بخير.
و ما زلتُ أقول.
زكريا شيخ أحمد









