منوعات و مجتمع

المذنب 3I/ATLAS يكمل مروره الآمن بالقرب من الأرض ويتجه نحو المشتري

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

أتم المذنب البينجمي الغامض 3I/ATLAS، الذي حظي بمتابعة علمية مكثفة لشهور، مروره الآمن بالقرب من كوكب الأرض صباح اليوم، في محطة تاريخية ضمن رحلته النادرة عبر نظامنا الشمسي.
ووصل الزائر السماوي، وهو ثالث جسم مؤكد المنشأ خارج نظامنا الشمسي، إلى أقرب نقطة له من كوكبنا حوالي الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش، حيث اقترب مسافة 270 مليون كيلومتر. وهي مسافة هائلة، حيث أنها في السياق الفلكي تقدر بضعف المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس، ما ضمن مرورا آمنا دون أي تهديد.
وتعد هذه اللحظة ذروة المراقبة العلمية التي بدأت باكتشاف المذنب في يوليو الماضي بواسطة تلسكوب “أطلس” في تشيلي، عندما كشف تتبع مساره عن أصله البينجمي المذهل. ويعتقد العلماء أن هذا الجرم تشكل حول نجم آخر قبل نحو ثمانية مليارات سنة، ما يجعله أقدم جسم تتاح للبشرية دراسته عن قرب على الإطلاق.
وبعد هذا اللقاء الأرضي، يواصل المذنب رحلته الهاربة مبتعدا عن الشمس، ومتجها نحو المشتري حيث سيمر على بعد 53 مليون كيلومتر منه في مارس 2026. ثم سيتجاوز مدارات زحل وأورانوس تباعا، قبل أن يمر قرب نبتون بسرعة خارقة تبلغ 221 ألف كيلومتر في الساعة عام 2028، ويغادر حدود النظام الشمسي المعروفة متجها إلى الفضاء البينجمي في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.
وشكل اقتراب المذنب من الشمس والمريخ سابقا فرصة علمية استثنائية، حيث حشدت وكالات الفضاء والتلسكوبات حول العالم مواردها لرصده. حتى أن مركبات ناسا في مدار المريخ حولت أجهزتها من دراسة الكوكب الأحمر إلى مراقبة هذا الزائر العابر.

ويعلق البروفيسور كريس لينتوت، عالم الفلك بجامعة أكسفورد: “لقد سارعنا بمراقبة 3I/ATLAS بكل ما نملك. وحتى الآن، يبدو مذنبا عاديا ونشطا، يحتوي على أول أكسيد الكربون والماء وكميات ضئيلة من النيكل”. ويضيف أن التسخين المستمر من الشمس يكشف طبقات جديدة منه باستمرار، والتي تشكلت خلال مليارات السنين في الفضاء، والتي تخفي داخلها نواة جليدية طازجة”.

وبينما استغرق العلماء شهورا من التحليل لاستبعاد النظريات الخيالية حول كونه مركبة فضائية غريبة، تؤكد جميع الملاحظات سلوكه الطبيعي كمذنب تقليدي. لكن اللقاء كشف حاجة ملحة للاستعداد بشكل أفضل للزوار البينجميين المستقبليين.
ويشرح البروفيسور مارك بورشل من جامعة كينت التحدي قائلا: “المشكلة أننا نستغرق سنوات لتصميم وإطلاق بعثات فضائية، بينما تمر هذه الأجسام بسرعة ولا تمنحنا هذا الوقت”. ويقترح حلا طموحا يتمثل في إطلاق مركبة اعتراضية مسبقة الانتظار في الفضاء، تكون جاهزة للانطلاق نحو أي جسم بينجمي جديد يتم رصده.

ورغم أن تنفيذ هذه الفكرة معقد بسبب ندرة هذه الأجسام، إلا أن إمكانية دراسة مواد تشكلت حول نجوم أخرى قد تفتح نافذة غير مسبوقة على تاريخ مجرتنا. فمع دخول مراصد فلكية متطورة مثل “فيرا سي روبين” الخدمة، يتوقع العلماء اكتشاف العشرات من هذه الزوار الغرباء خلال السنوات المقبلة، ليبدأ فصل جديد في استكشاف أصول نظامنا الشمسي وأسرار الكون البينجمي.

المصدر: ديلي ميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock