كتاب وشعراء

سنةٌ لم تَمضِ…بقلم زيان معيلبي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

مرّت سنةٌ
تجرُّ خلفها
أرصفةً مكسوّةً بالدم،
وتترك في الذاكرة
خرائطَ مكسورة
لا تشير إلا إلى الوجع.

سنةٌ
كان لونُها الغالب
رماديًّا كثيفًا
كغبار الحروب
حين يستقرّ في الرئات
ولا يخرج.

الأحلامُ فيها
وُلدت ناقصة
تعثّرت قبل أن تمشي
وخُنِقَت
قبل أن تتعلّم الصراخ.

تقاسمت الأرضَ
أيادٍ لا تشبهها
وزُرِعت الحروبُ
كحقول نفط
وسُقيت بالدم
لا بالمطر.

تفرّق العرب
أسماءً وحدودًا
وصارت الأوطان
نُسخًا باهتة
من نفسها
وصارت فلسطين
سؤالًا ثقيلًا
يُراد له أن يُنسى.

القدسُ
واقفةٌ وحدها
تعدّ الأبوابَ
وتحصي العيونَ
وتعرف
كم رقيبًا
يمرّ فوق وجعها
كلّ صباح.

حمامُ السلام
هاجر،
والأحلامُ قُتلت
في وضح الشعارات
والدموعُ
صارت وديانًا
لا تجد بحرًا.

كلُّ شيءٍ
أضحى حزينًا
حتى الصمت
لم يعد بريئًا
وحتى الإنسان
صار قناعًا
يمشي على قدمين.

نستنكر…
ثم نعود إلى نومنا
نبكي…
ولا نغيّر شيئًا
كأن الخنوع
صار عادةً يومية.

بعد أن كنّا أعزّة
صرنا نستجدي الحرية
من يدِ الاستعمار
ونسأل بخوف:
ما الحرية؟
أهي اسمٌ نحفظه
أم وجعٌ
لا نجرؤ على احتماله؟

الليلُ
صار فخًّا
يُخفي بين أنيابه
الخديعة،
والجراحُ
كبرت حتى
صارت أوطانًا
داخل الصدر.

لماذا نحن؟
نحن المُشرَّدون
نحن المنزوعة أحلامُنا
نحن الذين
نبكي على حالٍ
يبكي له العدو
قبل الحبيب.

مرّت سنة…
لكنها لم تمضِ
ما زالت
تقيم فينا
كسؤالٍ مفتوح
لا يريد
إجابة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock