شجرة كريسماس احترقت… بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

تتلألأُ ضحكًا…
تُعلَّقُ عليها الأمنياتُ
وتُغنّى لها الأعيادُ
ويُقالُ: عامٌ جديد… عامٌ سعيد
وفي غزةَ…
شجرةٌ احترقت.
لا أضواءَ فيها
إلا شررُ القصف،
ولا زينةَ
سوى الرماد
المعلَّقِ على صدرِ السماء.
هناكَ
يُشعلون الشموعَ فرحًا،
وهنا
تُشعل الأجسادُ لتضيءَ
عتمةَ صمتِ العالم.
شجرةُ غزة
لم تُزيَّن بالكُراتِ الملوّنة،
بل بالأسماء:
اسمُ طفلٍ نامَ بلا حلم،
اسمُ أمٍّ خبّأت قلبَها
في كفِّ الدعاء،
اسمُ أبٍ
تكسّر واقفًا
كي لا يسقط الوطن.
يا شجرةَ الكريسماس
في المدنِ البعيدة،
هل تسمعين صراخَ الشجرِ المحترق؟
هل تسألين:
لماذا يولدُ العامُ الجديد
مبلّلًا بالدم؟
نحنُ لا نكرهُ الفرح،
لكننا نستنكرُ
فرحًا أعمى
يمرُّ فوق الجثث
ولا يلتفت.
نبكي…
ليس لأن الشجرة احترقت،
بل لأن الضميرَ العربي
وقفَ يتدفّأ
على نارِ الصمت.
عامٌ جديد؟
لغزةَ لا أعوام،
غزةُ تعيشُ عمرًا واحدًا
اسمه: الصمود.
وستنهضُ شجرةٌ أخرى،
من رمادها،
بلا أضواءٍ مستعارة،
بلا كذب،
تُضيءُ العالمَ
حين يستفيقُ الإنسان.









