مرايا البلاط…عبد الرازق عثمان / السودان

خناجر اللغة تطعن ظلال الأبدية،
وأقدام الملائكة تملأ
الأرض صدى،
والربة الصغيرة تناجي الراحلين،
والصلوات تغمر بلاط التابوهات.
غير أنّ…
المياه تجري حليبًا..
وصدور المرايا تهب ريحًا..
والمعابد تمطر رعدًا..
والأوباش ينشرون فيروسًا في عروشهم…
أمّا…
الأصوات القريبة تغني لحتفها،
والأضواء تهرب من الظلام.
كيف للجبال أن تخاطب صخرة؟
وللمدينة أن تنسى غرقها؟
تضيئني…
نقاط ما كادت للغة فاصلة،
وصفق ما شرب من السماء كوثرًا.
المقاطع الغريبة،
الفواصل النهائية،
ما عدت للاسئلة إجابة،
وما عادت الأرض كوكبًا
لتدهس خناجر
المرايا الآسية للسكون!
وها أنا..
أصغي لارتطام الظلال ببعضها،
في مرايا لم تعد تعكس،
بل تشهق.
البلاط تقشر عن قداسة قديمة،
واللغة ما عادت تعرف
من طعن من.
أهذا صدى الملائكة؟
أم أنين الخناجر؟
أم هذيان مدينةٍ تنكرت لغرقها؟









