من قال…..بقلم أحمد الفلاجي

من قال إنني لا أحبّني؟
أنا أحبّ نفسي
كما تُحبّ البلاد
خرابها الأول.
أحبّ أخطائي المعلّقة
مثل ندوب وراياتٍ
لم أعد أملك الجرأة
على إنزالها.
أحبّ تاريخي الثمل،
ذلك الذي لم يُحسن السرد
ولا النسيان،
وتعثّر بين الهزيمة
وتسميتها مجدا.
أحبّ حروبنا اللامعقولة
لأنها قالت الحقيقة
حين صمت العقل،
ولأننا كلما حاولنا النجاة
اخترعنا خنجرا جديدا.
لا أفكّر إلا بالعودة إلى الوطن،
لا حبّا،
لكن العودة شكل آخر من المواجهة.
أهتف للنشيد
وأعرف أنه لا يسمعني،
وأهتف للانفصال
لأن الروح
لا تحتمل الأوطان المكتملة.
لا أريد وطنا
يأكل أبناءه
ثم يطلب منهم الصبر،
ولا وطنا
يتقن تبرير الخراب
باسم الخلاص.
أريد ان اعيش ايامي الاخيرة وحيدا،
ليس منفيا بالطبع انما كقرار فريد،
أن أُلملم شتاتي مثلما يُلملم المرء
لغةً نجت من الحريق.
وأترك الحرب تهوي
إلى قاعها السحيق،
هناك
حيث لا أبطال،
ولا أناشيد،
بل صمتٌ
يشبه العدالة
لأول مرة









