تمثيل الصحابة…..بقلم يونس ناصف

لو أردنا تخيل الصحابي الجليل سيدنا خالد بن الوليد كما تصفه السير، وكتب التاريخ فانسَ تماماً الصورة السينمائية الحديثة ؛ نحن نتحدث عن بطل حقيقي بنية جسدية وعضلية هائلة، طول فارع لدرجة أن قدميه قد تلمسان الأرض وهو راكب فرسه، وكان شديد الشبه بعمر بن الخطاب في قوته وهيبته التي تجعل القلوب ترتجف بمجرد رؤيته.
أما عن المقارنة مع أي فنان أو ممثل فالفرق كبير في الموهبة و البنية و الشكل والسمت فخالد رضي الله عنه لم يكن مجرد قائد مقاتل فحسب ، بل كان حاد الذكاء ذو عقل راجح وقور، لا يهزم، بينما الفنان يمثل النمط العصري الذي لا يمتلك تلك الشخصية التاريخية أو الهيبة “الصحابية” الرصينة، ناهيك عن أن تمثيل الصحابة والمبشرين أمر مختلف عليه وشخصيات بهذا الثقل الديني والتاريخي يتطلب سمتاً روحياً وصفات نقية لا تشوبها شائبة، وهو ما يصعب تجسيده لمن ارتبطت صورته بأدوار السينما المختلفة
تمثيل شخصيات الصحابة ، رغم الخلاف الفقهي حوله، يظل وسيلة قوية لنقل وتقريب صورة ذهنية للأجيال الجديدة ، بضوابط ومراجعات، ليروا كيف كانوا يتصرفون بهدوء أعصاب وذكاء فذ، وإيمان وتضحية بعيداً عن الصراخ أو الانفعالات المبالغ فيها، ليظل الصحابة دائماً في مكانة عالية موقرة فهم القدوة عبر التاريخ .









