قرار المسعود يكتب :الصمت الدولي و تداعياته

مِنْ المشاهد و الملاحظ صور الصمت في المجتمع الدولي فيما يجري في الحرب على غزة، أين يبقى مجلس الأمن و مؤسساته و الجمعية العامة للأمم المتحدة عاجزة أن تفعل شيئ أمام ما يجري و يشاهد ويسمع في الواقع برؤية شعوب العالم كله. وكأنه فيلم من أفلام هوليود مبرمج للمشاهدة.
يتسائل مواطن في هذا الكون، مقارنة بما يعرفه من قوانين عن هذه المؤسسات الأممية مع ما يشاهده في الواقع. هل هناك فعلا قانون دولي يضبط المجتمع ؟ أو ديمقراطية و حرية و حقوق للإنسان ؟ كل هذه الترسانة من القوانين و المؤسسات الموجودة و التي تعمل على ترسيخ الأمن و السلام في المعمورة وتشارك دول هذا المتسآئل في تمويليها و في نفس الوقت يرى الضعيف يهضم حقه وفي بعض الأحيان بصوت دولته عليه باسم التصويت العادل من الأغلبية. غريب عليه ولا يحمله عقله. لأن هذه القوانين جعلت ببساطة على مقياس كان في الوقت و المكان يدون بدون منافس أو حتى ملاحظ. ولا يستطيع أي كان تعديلها مثل كل التشريعات الأخرى، لأن لها طابع القدسية و يتعلق في ظاهر الحال بحقوق المجتمع الدولي لكونها الضامن لحماية الدول و المجتمعات بواسطة مؤسسات الأمم المتحدة وفي الواقع ما هي إلا فئة مصالح دونت و سيرت العالم منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية إلى يومنا.
فلا أحد يستطيع تغيير بند منها إلا بـأمرين الأول بالأغلبية عن طريق الجمعية العامة الأممية التي تحتوي على الكيفية محبوكة لصالح مَنْ أعدها. و الثانية عن طريق القوة لمَنْ يملكها. أما المرشح الثالث الذي هو يتبلور ليعيد الإنصاف للمجتمعات الضعيفة المقهورة، خارج هذين الأمرين يكمن في عملية تفكيك ميزان القوة و له شروط في وعي الشعوب و توحيدها و تبني الدفاع على الاحترام و المساواة بين الكل. و هذا يتطلب وقت و يمكن أن يكون أخف ضرر و مما يمثل صحوة الشعوب و إدراك الحقيقة لحكامها.
في نفس السياق يلاحظ بعض المؤشرات تتجلى هنا و هناك من بعض المجتمعات و الأنظمة تنادي و تساند كالشارع الأوروبي و الأمريكي و تصريحات رسمية ضد الظلم السائد و المسلط على الشعوب و الدول الضعيفة، مما تجعل زيادة في الثقة و الإقدام من طرف المحرومين.
من جهة أخرى عامل التكتل و التشاور الجماعي في التبادلات بين دول العالم الثالث و التحكم في إستعمال و تسيير ثرواتها يَخْلق قطب إقتصادي و تجاري يزاجم منتوج الدول المهيمنة و يغير في ميزان القوة مع المعسكر الشرقي و تفعيل حركة دول عدم الإنحياز. هذه العوامل لها دور كبير في تغيير نمط سير سفينة العالم و التقليل من الغطرسة السائدة. كما يخلق نوع من التنازلات المحتومة و يرضى بطريقة رابح – رابح. هناك مبادرات ترسم في الأفاق من طرف بعض الدول في إفريقيا و أمريكا اللاتينية و آسيا في المطالبة بالإنصاف في المعاملة و التبادل التجاري مع ما يسمى بدول العالم الأول وتثمين المنتوج المحلي الذي من المفروض أن يكون مطلوبا أكثر لكونه ناقص من الإضافات الكمياوية و من تربة جديدة هذا على سبيل المثال في قطاع الفلاحة.









