لغة الضاد …بقلم نجاة شمسان

هذي هيَ الضادُ تكْسو الكون آفاقا
قد كانتِ النور قبْل النور دفّاقا
قامتْ على مبتدا الدنيا فما عرفتْ
إلّا الإله لها ربًّا وخلّاقا
وجاء بالخبرِ المرفوع معتليًا
عرش البيان فزاد الكون إغداقا
سلْ (إنّ) كيف بنتْ للحقِّ ناصيةً
تؤكّد الوعد توكيدًا وإحقاقا
وانظرْ لـ (كان) تقصُّ الدهرَ في جُملٍ
ما غيّرتْ من قديمِ الفعلِ ميثاقا
قدْ أُلبِستْ حُللْ القرآن فاكتملتْ
وجهًا منَ الغيبِ بالأسْرار قد فاقا
فلا تقلْ لغةٌ تجري على شِفةٍ
هي الوجودُ إذا ما كان نطّاقا
حروفها من سديم النورِ قد خُلقتْ
قبل الخليقة أنوارًا وأنساقا
فانظرْ إلى الرفْعِ في قاماتها علمًا
يعلّمُ النجم في العلياءِ إشْراقا
والنصب فيها كسعي الحرّ في دأبٍ
يبني الحضارة تأسيسًا وإنفاقا
والجزم سيفٌ إذا ما الأمر جدّ بها
يقصّ من باطلِ الأقوال ما عاقا
والجرّ ليس انكسارًا بلْ تواضعها
كلٌّ يمدّ لجذر الأرض أعناقا
وللمضارعِ في أحشائها أمدٌ
يجدّد الأرضَ أقطارًا وأعراقا
وليس ماضيهِ ذكرى لا رجوع لها
بلْ جذْوةٌ تُشعلُ التاريخَ إبراقا
و سجعها نغمٌ لو رنّ في أذنٍ
لخلْتَ صُمّ الصخور الصُمِّ عشّاقا
وانظرْ إلى المصْدر الأصليِّ في يدها
يفرّعُ الكون أغصانًا وأوراقا
تُعانقُ المسندَ المنقوشُ في دمنا
وجاء وحْيُ السما للنقشِ مِصْداقا
لنْ تسْقطَ الضادُ ما دامتْ حناجِرُنا
تتْلو الكتاب وتحمي الجذْر والساقا









