فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :الإنحطاط السياسي والأخلاقي لقادة الغرب

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

مهازل وفضائح أثناء إجتماع 27 من قادة أوروبا في بروكسل، الذي استمر يومين لمناقشة مصادرة أموال روسيا المودعة في مؤسسة «يوروكلير» المالية البلجيكية. سعى قادة 21 دولة أوروبية إلى إصدار قرار بمصادرة الأموال الروسية، وتقديمها إلى أوكرانيا لتستمر في الحرب ضد روسيا، أصر رئيس الوزراء البلجيكي على الرفض، وقال إن بلده ستتعرض للخطر، والقانون الدولي يحمي الأموال الروسية، وستحصل روسيا على أحكام دولية باستعادة أموالها، قالوا له لا تخشى المحاكم الدولية، فلدينا فيها نفوذ قوي، ولن تصدر أحكاما لصالح روسيا، بل لن تقبل النظر في القضية، لم يقتنع رئيس الوزراء البلجيكي بالحجة، وقال لهم أعطوني تعهدا كتابيا بأن تضمنوا تسديد المبلغ الكبير البالغ 210 مليار دولار، وتتحملوا معي العواقب، رفض قادة أوروبا منحه التعهد، وناقشوا قرارا بديلا بمنح أوكرانيا قرضا جماعيا، رفضت 3 دول وقالت إنها ستصوت ضد القرار الذي يشجع الحرب، فهددوها بتغيير نظام التصويت ليصبح بالأغلبية بدلا من الإجماع، فاشتد الخلاف الذي كاد يمزق الإتحاد الأوروبي، فاتفقوا على إعفاء الدول الثلاث المعترضة من دفع حصتها من القرض مقابل عدم تصويتها ضد قرار القرض الجماعي. الحوارات التي استمرت يومين تكشف مدى الخلل العقلي والأخلاقي لقادة دول كانت عظمى، ولم يدركوا حجم المخاطر المترتبة على قرار مصادرة الأموال التي ستهدد النظام المالي العالمي بالإنهيار، فعند مجرد تجميدها بدأت بنوك مركزية عالمية في سحب أموالها من السندات الأوروبية والأمريكية، خشية تكرار تجميد أموالهم في أي خلاف مع أوروبا وأمريكا، وهذا الجانب وحده كان كفيلا بوقف المهزلة التي لم تحدث حتى أثناء الحرب العالمية الثانية، التي لم يصادر فيها أي من دول المحور أو الحلفاء مصادرة أموال الدول الأخرى، والأغرب أنه قال إن نفط فنزويلا وأرضها ملكنا وسنأخذها.
أما على الجانب الآخر من الأطلسي فكان ترامب يرتكب مهازل أشد، ليس بتهديده اعتقال واعدام 6 نواب اعترضوا على غزو فنزويلا دون تفويض من الكونجرس فقط، بل ارتكاب أعمال قرصنة تهدد الملاحة العالمية، بالسطو على ناقلتي نفط، واحدة أمام سواحل فنزويلا، وأخرى إيرانية في المحيط الهادي، بما يهدد حرية الملاحة، ومخاطر القرصنة الذي يمكن أن يتسع، وهو ما حذرت منه الصين وروسيا ودول أخرى أدانت القرصنة الأمريكية، ورأت فيها تهديدا للإقتصاد الدولي، لكن القاعدة التاريخية أن الدول المنتعشة إقتصاديا تدافع عن حرية الملاحة والتجارة، والدول المأزومة والآفلة تحاول عرقلتها، لتنشب الحروب، وتعطل مسار تقدم الدول القوية إقتصاديا.
إن من يسمع كلمات قادة أوروبا وأمريكا لا يمكن أن يتصور أنها تصدر عن قادة دول عظمى، فالإنحدار السياسي لخطاب وأفعال قادة أوروبا وأمريكا وصل إلى ما تحت القاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock