حين مَيسرة مُتعسِّرة.. شعر: أسمهان الحلواني

حين ميسرة.. متعسِّرة

حين أتحرَّر من الشوق
سأعيش الحبَّ مُكتملا
أنزع عن وقته الشوك
أمسح القمر بكفٍّ مبلول
أولم للفجر بفراش غريق
وأغطُّ أغطُّ بنومٍ عميق
دون أن أعدّ آلاف الخراف

حين أتحرَّر من اللهفة

سأغدو وطنا
لا يشغله المنفى
لا يشتاق إلى الراحلين عنه عنوة
لا تقلقه تذاكر قطعت مع اللاعودة
ولا بحار غصّت بالمراكب
فتقيَّأت الجثث

حين أتحرَّر منك
سأغلق قلبي
و أعلِّق على بابه لافتة عريضة
( غير قابل للبيع و لا الإيجار)
الطابو أحمر
و الأثاث المفخم بالنبض
هبة
ترثها الأرض ومن عليها ….من أبنائها الزاهدين

حين أتحرَّر من الحواس

سأعيد التردُّد إلى وحدانيِّة العد
أغمس الصوت في منبته ….وأغتال صداه
أرافق أناي إلى ذاتها
وأسلم ذاتي إلى عقلها
وأصحب العقل إلى باب الجنون
أفتحه على مصراعيه
لأجدني هناك
في الخضم…. فقاعة زبد
تمنح هواها للسماء
و تذوب بالماء المالح

حين تسقط منك عبرة
تلقفها بشفتيك
تذوق ملحها وابتسم …
فلربَّما
تكون أنا في ثوب من هناك
جاءت تزورك
و تمجد الذاكرة

أسمهان