تقارير وتحقيقات

السيسي لن يمنح نتنياهو “هدية”.. باحث يكشف كيف تنظر مصر لصفقة الغاز الكبرى

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

قال الباحث في جامعة رايخمان الإسرائيلية شاي هر-تسيفي، إن مصر تنظر لصفقة الغاز الكبرى مع إسرائيل كصفقة اقتصادية بحتة ويسعى الرئيس السيسي جاهدا لتفادي ربطها بأي بعد سياسي أو أمني.
وأضاف وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “نظراً للأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمرّ بها مصر وحاجتها الملحة للغاز، فإنها تنظر إلى الصفقة كفرصةاقتصادية، وليس كهدية سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي. ومن غير المرجّح أن يمنح السيسي نتنياهو ‘هدية’ على شكل لقاء يربط الملف الاقتصادي بالسياسي.”

لكنها أشارت أيضًا إلى أن الصفقة تحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، إذ توسّع اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي، وترسّخ دور إسرائيل كمركز إقليمي للطاقة، ما يمنحها نفوذًا سياسيًّا غير معلن في علاقاتها مع القاهرة.

وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن أحد أبرز نقاط الخلاف بين إسرائيل ومصر يتمحور حول الملف الفلسطيني، وخصوصًا قطاع غزة.

فبينما تطالب مصر بحل سياسي شامل يشمل غزة والضفة الغربية معًا، فإن الرؤية الإسرائيلية تدعو إلى فصل الملفين.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الإسرائيلية تقدم الصفقة باعتبارها خطوة ذات أهمية استراتيجية، في حين تصر القاهرة على وصفها بأنها “صفقة اقتصادية بحتة”، مع غياب واضح حول ما إذا كانت ستساهم فعليًّا في تهدئة العلاقات المتوترة بين الجانبين.

وأوضحت المراسلتان شارون كيدون (لـ”يديعوت أحرونوت”) وسِيفان حِلّاي (لـ”واي نت”) أن احتياطيات الغاز في إسرائيل “ليست بيد الدولة”، بل تخضع لسيطرة شركات أمريكية كبرى، مشيرتين إلى أن 70% من إنتاج الكهرباء في إسرائيل يعتمد على هذا الغاز، ما يجعل أسعار الكهرباء عرضة للتقلبات الناتجة عن صفقات التصدير.

وأضافتا أن المخاوف الأساسية تتركّز على مصير المواطنين الإسرائيليين، خاصةً في ظل خطط لتصدير الغاز ليس فقط إلى مصر والأردن، بل وحتى إلى سوريا مستقبلاً.
وأكدتا أن الغاز مورد محدود، وقد ينفد خلال عقد أو عقدين إذا استمر التصدير بوتيرة سريعة، ما قد يؤدي إلى “قفزات هائلة في أسعار الكهرباء” في المستقبل.

ورغم هذه المخاوف، أشارت الصحيفة إلى أن الجانب الاقتصادي للصفقة لا يُنكر، إذ تُقدّر قيمتها بـ112 مليار شيكل — مبلغ ضخم سيُعزز خزينة الدولة ويُسهم في دعم الاقتصاد الإسرائيلي، خاصةً في أعقاب تداعيات الحرب.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت توتراً متزايدًا منذ 7 أكتوبر 2023، بل وكانت متوترة بالفعل حتى قبل ذلك، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة الصفقة الاقتصادية على تجاوز الخلافات السياسية العميقة.

المصدر: صحيفة “يديعوت أحرونوت”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock