مصطفي السعيد يكتب :من اغتال رئيس أركان غرب ليبيا؟

لماذا من المرجح أن الطائرة التي كانت تقل رئيس أركان غرب ليبيا الفريق أول محمد علي الحداد وثلاثة عسكريين كبار قد جرى إسقاطها؟ خبراء الطيران يستبعدون أن تكون الطائرة التي أقلعت من العاصمة التركية أنقرة يمكن أن تسقط بسبب عطل كهربائي وفق ما تم إعلانه، فالطائرة من طراز فالكون 5 بثلاثة محركات، ولديها عناصر أمان متطورة، تمكنها استكمال رحلاتها بأعلى درجات الأمان، كما لا يمكن تبرير السقوط بالأحوال الجوية، وهناك مؤشرات على إسقاطها، منها تناثر أجزائها على مساحة واسعة، والوميض الكبير الذي جرى رصده.
الإجابة لن تكون في الصندوق الأسود حتما، وإنما في معرفة توجهات الضابط الليبي الأهم في غرب ليبيا، وخطابه الذي يركز دوما على رفض الحرب وتوحيد ليبيا وحماية سيادتها، والقضاء على الجماعات التكفيرية المسلحة، التي جاء معظمها من خارج ليبيا، عبر تركيا، التي سيطرت سياسيا واقتصاديا وعسكريا على الغرب الليبي، ووقعت مع حكومة غير شرعية اتفاقيات تتنازل عن مياه إقتصادية ليبية، وتمنح تركيا نفوذا واسعا، وكأنها إدلب الجديدة، وسبق أن تدخلت عسكريا بقوات وقاعدة لها في ليبيا لتبقي على رئيس تابع وغير شرعي ولا يتمتع بشعبية، ومدد البرلمان التركي بقاء قواتها في ليبيا لعامين جديدين يوم الإثنين الماضي. وكان الحداد واضحا في خطبه بأن لا قواعد ولا قوات أجنبية يمكن أن تبقى في ليبيا، وأن المصالحة طريق الإستقرار والسيادة. هذا الخطاب الواضح يبدو أنه وراء مقتله.