كتاب وشعراء

نهاية عام صاخب……بقلم عيد صالح

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

في نهاية عام صاخب
لست متخوفا من الغد
ولست مغرقا في التفاؤل الفج
ولا خيبة الأمل السوداوية
كما أنني لست رماديا
وأحب الحياة حتي آخر قطرة في دمي
دمي الذي لم يعد هادرا
وبالكاد يصعد رأسي
كالأدوار العليا التي تنقطع عنها المياه
فأصاب بالدوار
لكنني في دوامته
كثيرا ما أراني كطفل تدغدغه أمه
ليضحك مرغما
أو تقذفه في الهواء ثم تلتقطه
ياله من حب عنيف
نمارسه في عشوائية غبية
لا تحدثني عن الفوضي الخلاقة
والسياسيين الأوغاد
وجلسات الزار
وصبية الفضائيات
وموامس نجيب محفوظ الفضليات
واسكندرية يوسف شاهين وعمر الشريف
وإبراهيم عبد المجيد
ومسجد القائد ابراهيم
فثم عوالق وعشبيات
وطحالب وفطريات
في أحراش المدن
والقري والنجوع
لماذا تتداعي الخريطة
كمنودراما طفل متوحد
يعد أرقاما في الهواء
ويكلم داخله
الذي عجز الأطباء المشعوذون
عن فك طلاسمه
كما أحاول الآن
وقد زال عني الدوار
وأنا أستسلم لكوب شاي ساخن
علّ رأسي الهائمة
كغمامة تتقاذفها ريح باردة
تعثر علي ابتسامة عريضة
أفتتح بها عامي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock