كتاب وشعراء

مع كل زفير …..بقلم سليمه مسعودي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

مع كل زفير كان أنين البرد يسكن الأدغال البعيدة..
تلك المتشبثة بالأرض، بالميلادي الذي يسع الخوف والفرح ..
مع كل زفير كان غليان الروح المرتجفة من صمت وحدتها.. يناشد عودة السنونوات والشمس.. والضحكات الندية كأطفال تركض في براري طفولتها.. كأفراح صغيرة في العيد.
مع كل زفير.. كانت القطارات الراحلة تأتي محملة بالصمت..بخفوت يشبه مغيبا كئيبا.. رخيما كهمسة في أذن قريبة…تجبر خاطر القمر المكسور…
هناك..داخل الليل الجموح..
حيث كنا نقيم احتفالا شتويا نوقد فيه شموع القلب..فتضاء الأنوار الجليلة. وتكشف اللحظة مفاتنها..متوغلة في رحم الشوق وشهقة اليتم الكبير..
هنا… لم يبق لنا ليل نقيم فيه أفراحنا الصغيرة خلسة عن جنون العالم.
ولم يتبق بين أيدينا..سوى أذرع من حنين..تضمنا إليها.. لينطلق القلب من ليله..محلقا في سماء بلا حدود..باحثا عن سماء دون برد أو دفء..دون صيف أو شتاء.. دون ليل أو نهار..دون موسيقى…تشعل ما أراد فينا الانطفاء..
دون ذكرى..توقد جمر جنوننا..
حيث لا معنى لأي شيء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock