وشوشةُ المعنى… بقلم فادي حروب

وشوشةُ المعنى
على البحر الطويل
وشوشةُ المعنى تُناديني بيانِ فأصغي لصوتٍ من خفايا الوجدانِ
أُقَلِّبُ حرفي في سكونِ تأمُّلٍ كأنّي أرى المعنى وراءَ العيانِ
سألتُ الليالي: كيف يُخفى وضوحُهُ إذا كان في صدرِ الحقيقةِ بانِ؟
فقالت: إذا ما خافَ صدقُكَ بطشَهم توارى كنورٍ في غياهبِ أوطانِ
فكم فكرةٍ عذراءَ ماتت حياءَها وكم حكمةٍ ضاعت بغيرِ أمانِ
أُحادثُ صمتي، والصدى يتكسَّرُ على شفتيّ الحلمِ دونَ لسانِ
وأكتبُ، لا حبرٌ ولكن دموعُهُ تسيلُ على خدِّ المعاني جِنانِ
إذا قيل: هذا الشعرُ، قلتُ: شهادةٌ على زمنٍ يمشي بغيرِ اتّزانِ
فما الشعرُ إلا ومضةٌ من حقيقةٍ تخفّتْ خشيةَ القمعِ والطغيانِ
وما الشاعرُ إلا شاهدٌ فوقَ جرحِهِ يُرتِّلُ وجعَ الروحِ للإنسانِ
فإن ساءلوكَ: لِمَ الكلامُ مُوارَبٌ؟ فقل: خشيةَ التأويلِ والبهتانِ
وشوشةُ المعنى نجاتي إذا انطوى صريحُ الكلامِ على حدِّ سِنانِ
سأبقى أُلمِّحُ لا أُصرِّحُ دائمًا ففي التلميحِ أسمى منطقِ البيانِ
———









