ليبيا.. ترقية الجنرال الراحل لرتبة مشير

أقيمت، اليوم، مراسم تأبين رسمية لرئيس الأركان العامة للجيش الليبي الراحل الفريق محمد الحداد ومرافقيه، بمقر وزارة الدفاع في العاصمة طرابلس، بحضور رسمي وعسكري رفيع المستوى.
وشهدت المراسم حضور القائد الأعلى للجيش الليبي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية ووزير الدفاع عبد الحميد الدبيبة، إلى جانب رئيس الأركان العامة المكلّف صلاح النمروش، وعددٍ من كبار قادة المؤسسة العسكرية.
وفي كلمته المؤثرة، أعلن المنفي ترقية الفريق محمد الحداد رسميًّا إلى رتبة “مشير”، مؤكدًا أنه وجّه أيضًا بترقية رفاقه الشهداء إلى الرتبة التي تليهم.
وشدّد على أن “مصاب الحداد ورفاقه يخصّ كل ليبيا، وليس عائلاتهم أو الجيش وحده”، معتبرًا أن ما تعيشه البلاد اليوم “ليس مجرد حزن، بل لحظة وعي في طريق بناء الدولة”.
ودعا الجميع إلى تحمل مسؤولية بناء مؤسسة عسكرية موحدة تحمي الوطن وتلتزم بسيادته.
من جهته، قال عبد الحميد الدبيبة إن ليبيا تُودّع “المشير محمد الحداد والفيتوري غريبيل، اللذين وقفا بشجاعة ضد جحافل المرتزقة التي استهدفت العاصمة”، واصفًا إياهما بأنهما ركيزة أساسية في حماية الدولة واستقرارها بفضل خبرتهما وقيادتهما الحكيمة.
وأوضح أن التحقيقات في حادثة تحطم الطائرة التي أودت بحياة الفريق الحداد ما زالت مستمرة “بكل مصداقية ودقة”، بالتنسيق مع الجمهورية التركية.
وأشار إلى أن الراحل “آمن بجيش نظامي ولاؤه لله ثم للوطن”، حتى وسط “السواد الحالك وسطوة المجموعات الخارجة عن القانون”.
بدوره، جدّد صلاح النمروش، رئيس الأركان المكلف، العهد بمواصلة مسيرة توحيد الجيش الليبي على درب الحداد ورفاقه، قائلاً: “نُودّع اليوم رجال الوطن الذين جعلوا من الانضباط نهجًا، ومن القيادة مسؤولية.”
وأضاف: “شرف الواجب لا يحدده زمان ولا مكان، وفقد رجال الوطن خسارة لليبيا ولشعبها.”
وشهدت مراسم التأبين كلماتٍ متعددة ركّزت على المسيرة العسكرية المتميزة للفقيد، ودوره المحوري في قيادة المؤسسة العسكرية خلال مرحلة بالغة الحساسية، ومساهمته في تعزيز الانضباط وتنظيم العمل العسكري.
وسادت المراسم أجواء من الحزن والصمت العميق، في مشهد وداع رسمي عكس الخسارة الجسيمة التي مُنيت بها المؤسسة العسكرية الليبية، ورسّخ حضور الراحل كـرمز وطني يتجاوز الانقسامات.
يذكر أن الحادث الذي راح ضحيته الفريق أول ركن محمد الحداد، والفريق ركن الفئتوري غريبيل، والعميد محمود جمعة القطيعي، ومحمد العصاوي، والمصور محمد عمر أحمد محجوب، وقع مساء الثلاثاء الماضي أثناء عودة الضحايا من زيارة رسمية إلى أنقرة.









