النهايات…..بقلم أحمد الفلاحي

كثيرا ما تُباغتني النهايات،
النهاياتُ الكثيرة.
ولا أعني نهايات الرياضيات،
ولا المشتقات، ولا التكامل الجزئي.
أعني النهايات التي لا تُلقي التحيّة على أحد،
ولا تعبأ بأن تكون متصلة أو منفصلة.
نهاياتٍ تأتي
كما يأتي الموت،
إلا أنها أكثرُ بياضا من الكفن،
وأغمقُ من شاعرٍ إفريقي
ولا أعني عنصريّةً بالطبع،
بل أعني العمق،
والكحل،
وغاباتِ الأمازون حين تُغلق عيونها.
أعني الأيام
حينما لم تعد تجفلُ كعادتها
كلما رأتني.
لقد أصبحت تعرفني تماما،
وتعرف ما صرتُ إليه:
دائرة بلا مركز،
وغصنا بلا أوراق.
النهايات…
أن يأتي العامُ الجديد
وظلّك لم ينسلخ بعد،
وقلبك لم يفق بعد،
وجرحك لم يلتئم بعد.
أحزانُك كما هي:
ورديةُ الملامح،
وفي يدها مديّة.
لكنّ الفاجعة ليست في الجرح،
بل في اعتياده.
ليست في النهاية،
بل في أنها لم تعد نهاية تليق بك.
النهايات ليست ضربة واحدة،
إنها كمن يتدرب طويلا على الخسارة،
تكرار خفيف ليفقد الألم صوته
أن تستيقظ صباحا
ولا تسأل ماذا انتهى؟
ولكن ما الذي لم يبدأ؟
أن تكتشف أن طريقك كان مجرد دورانا حول نفسك.
وأنك كلما حاولتَ المغادرة،
عدتَ أقلَّ منك،
أخفَّ من اسمك،
وأقرب إلى العدم
العدم الذي لا يطالبك بشيء.
النهايات…
أن تُصافحك الحياة بيدٍ باردة،
وتبتسم كأنها لم تفعل.
أن تمضي السنون، وأنت واقفٌ في المكان ذاته،
لا لأنك تحب الانتظار، لكن لأنك نسيت طريق المغادرة.
وحين يبدأ العام الجديد ،
لا يدخل عليك ولكنه يمرّ من خلالك،
مثل ريح تعرف أن البيت خاوٍ.
عندها وفقط تفهم النهاية الحقيقية وهي:
أن تنجو تماما لا لأنك شُفيت،
وإنما لأنك لم تَعُد تُنزف.
النهايات ألا تبدأ من جديد
وان تكرر نفسك.









