شايٌ بالياسمين…..بقلم فوزية_شاهين

.
سِرٌّ بعَيْنِكَ لَمْ تُجِدْ إِخْفاءَهُ
كَـمُسامِرٍ قَدَّ الصَّباحُ رِداءَه
كَـمُسافِرٍ لِلتِّيهِ دونَ هُوِيَّةٍ
لَمْ يَدْرِ ما تَرَكَ الوَراءُ وَراءَه
هَرَبًا يُجَمِّعُ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضِهِ
وَيَلُمُّ مِنْ عَيْنِ الوَرَى أَشْلاءَه
يَطْوي الدَّفاتِرَ بَعْدَ فاصِلَةِ الحِجى
وَالْعابِثونَ يُمَهِّدونَ رِثاءَه
قَدْ كانَ يَحْلُمُ أَنْ يَرى في صَمْتِهِ
ضَوْءًا يُبَدِّدُ في الدُّجى ظَلْماءَه
فَمَضى يُفَتِّشُ في السَّرابِ عَنِ النَّدى
وَيُعيدُ في صَمْتِ المَدى أَصْداءَه
عَبَثًا يُحاوِلُ أَنْ يُعيدَ سُكونَهُ
لَكِنَّ صَوْتًا يَسْتَبيحُ فَضاءَه
تَسْتَفْهِمُ الأَشْياءُ عَمّا قالَهُ
وَأنايَ تسألُه بِكُلِّ بَراءَه
هل صِرتَ قدِّيسًا يُعلِّمُ مريمًا
فنَّ الكلامِ ولم تُرد إفشاءه ؟؟!!
لا الصَّمْتُ يُنْقِذُهُ إِذا كُسِرَ السُّكوتُ
… وَلا الكَلامُ يبثُـه ما شاءَه
يَرْجُو الحَقيقَةَ، كُلَّما آوى لَها
فَرَّتْ وَخَلَّفَتِ السُّؤالَ وَراءَه
حَتّى إِذا ما ضاقَ صَدْرُ زَمانِهِ
أَلْقى عَلى كَتِفِ الوَرَى أَعْباءَه
يُعْطيكَ ما يَرْجُو بِفَيْضِ حَديثِهِ
وَيَغيبُ عَنْكَ إِذا طَلَبْتَ لِقاءَه
فالحقُّ روضٌ لو تشققَ أرضُه
فَتَحت ( فؤادةُ ) للسَّواقيَ ماءَه
مِنْ أَوَّلِ المَقْهى لِآخِرِ نادِلٍ
لِلْبُنِّ فِنْجانٌ يَصُبُّ دِماءَه
مَعْصوبَةٌ عَيْناهُ بَعْدَ كَمينِهِمْ
لَمْ يَدْرِ مَنْ نَصَبَتْ هُناكَ عَزاءَه
بَيْنَ المَدينَةِ وَالقُرى مُتَنَقِّلٌ
وَالنّاسُ تَرْفَعُ أَرْضَهُ وَسَماءَه
يَمْضي كَأَنَّ الرِّيحَ تَحْمِلُ رَأْسَهُ
وَطَريقُهُ المُمتدُّ فَتَّ ذَكاءَه
في نُزْهَةٍ جَرَحَ الحُقولَ وَزَرْعَها
وَالْمَنْزِلُ المَدَنيُّ خانَ وَلاءَه
حَتّى تَساقَطَ مِنْ عُيونِ روايةٍ
كلماتُها بَعْدَ اللِّقاءِ إساءَه
قالوا: أَتى يَرْجُو اعْتِذارًا بَيْنَما
أَخْفى عَلى صُحُفِ الدُّنا أَنْباءَه
يَتَعَثَّرُ المَعْنى فَتَغْدو خُطْوَةٌ
جِسْرًا وَتَغْدو جِلْسَةٌ مُسْتاءَه
فَإِذا أَتى يَوْمٌ يُسامِرُ خَطْوَهُ
وَجَدَ الطَّريقَ تُعيدُ فيهِ شَقاءَه
يَمْشي وَتَحْتَ الضَّوْءِ يَرْجِعُ ظِلُّهُ
مُتَكَسِّرًا لَيْسَ الضِّياءُ ضِياءَه
وَعَلى الرَّصيفِ تَمُرُّ أَحْلامٌ لَهُ
نَقَشَتْ عَلى جُدُرِ البُيوتِ غِناءَه
فَمَشى يُكَفْكِفُ آخِرَ الأَنْفاسِ كَيْ
يَحْيا، وَيَمْنَعَ مَنْ أَرادَ فَناءَه
وَيَقولُ: أَخْطَأَتِ الخُطى، أَيْنَ الطَّريقُ ..
… لِعابِدٍ كَيْ يَسْترِدَّ حِراءَه ؟
يا أَيُّهَا المَنْسِيُّ، حَسْبُكَ ما جَرى
أَشْعَلْتَ ما لَمْ تَسْتَطِعْ إِطْفاءَه
مَنْ يَشْرَبِ الشّايَ المُحَلّى بِالهَوى
لَنْ يَسْمَعَ الخِلُّ الوَفيُّ نِداءَه
من علَّقَ الأعذارَ فوقَ حبالِه
كشَفَت نجومُ المُنتهى أخطاءَه
من صافحَ الدُّنيا بغيرِ مبادئٍ
باعَ المروءةَ ثم باعَ حياءَه
فَالْحَقُّ لا يَعْلو بِصَوْتٍ مُرْجِفٍ
كَلا ، وَلا مَنْ يَقْتَفي أَهْواءَه
نَسِيَ الغَريبُ مَلامِحَ الفَتْوى إِذا
ورثَ الفراغَ ، وكانَ ذاكَ جزاءَه









