كتاب وشعراء

هروب……بقلم مجيدة محمدي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

الذّاتُ الهاربةُ إلى الأمام…
أيَّ وجعٍ تحمل؟

تحملُ ثِقَلَ البداياتِ التي لم تُمنَحْ وقتَها،
وجعَ القراراتِ التي وُلِدَتْ قبل أن تنضجَ الشجاعة،
وصدى خطواتٍ عادتْ
من منتصفِ الحلم
خائبةً.
تحملُ ذاكرةً
تعضُّ من الداخل،
تفتحُ دفاترَها فجأةً
في أماكنَ لا تسمحُ بالبكاءِ،
وتُجيدُ اختيارَ أكثرِ اللحظاتِ ازدحامًا
لتسأل ، متى نلتفتُ إلى أنفسِنا؟

الذّاتُ الهاربةُ إلى الأمام
تحملُ خوفًا متقنَ التخفّي،
يلبسُ قناعَ الاستعجال،
ويمشي واثقًا
كي لا يُفضَحَ ارتجافُه.

تحملُ قلبًا
أرهقتهُ محاولاتُ الفهم،
وأقنعَ نفسَه
أنّ الركضَ شكلٌ آخرُ
من أشكالِ الحكمة.

في صدرها
مرافئُ لم ترسُ،
ووعودٌ أُجِّلَتْ
حتى نسيتْ أسماءَها،
وأحلامٌ
تنامُ خفيفةً
كي لا تُوقظَ الخيبة.

تهربُ إلى الأمام
لأنّ الخلفَ
مكتظٌّ بمرآةٍ صادقة،
تسألُ بلا رحمة ، من كنّا؟
ومتى خُنّا بطءَ قلوبِنا؟
أيَّ وجعٍ تحمل؟

تحملُ وجعَ من نجا
وجعَ من اختار الحركة
كي لا يتعلّم
كيف يُقيمُ في الألم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock