عامر عبد المنعم يكتب:تطويق مصر والسعودية

في الصراعات السياسية يتم التعمية على الخطط الاستراتيجية وإطلاق قنابل الدخان الإعلامية لتضليل الرأي العام عن حقيقة ما يجري على الأرض.
دون الدخول في المقدمات والتفاصيل فإن الخريطة الآن توضح سياسات التوسع والتطويق التي تجري في قلب العالم العربي.
التوسع الإسرائيلي تم في غزة والضفة ولبنان وسوريا (ومازالت الحرب مفتوحة )، والتطويق تم حول مصر والسعودية من الشمال والجنوب.
الإسرائيليون تمددوا في شمال العالم العربي، في سوريا ولبنان ثم بالتحالف العسكري مع قبرص واليونان، وفي الجنوب تمددوا بالذراع العربي المتحالف مع “إسرائيل” ابتداء من شرق ليبيا (حفتر) ودار فور (الدعم السريع) مرورا بـ “تشاد”، ثم مؤخرا أرض الصومال ثم اليمن الجنوبي (المجلس الانتقالي الجنوبي).
الأخطر في التطويق هو إحكام السيطرة على مضيق باب المندب في الجنوب والبحر الأحمر الذي كان من قبل بحيرة إسلامية خالصة، والسيطرة على شرق البحر المتوسط في الشمال لقطع الطريق بين تركيا ومصر وليبيا.
الخسارة العربية لم تكن مفاجئة وإنما كانت تجري أمام العيون، ومازال غياب استراتيجية عربية إسلامية يشجع على المزيد من الخسائر الاستراتيجية التي لا يمكن تصحيحها أو تعويضها بسهولة.
التقارب بين الدول العربية الرئيسية وتركيا يفسد كل ما جرى، لأنه يعمل على تطويق التطويق، ويزيد من قوة المركز لاحتواء التمدد الذي جرى.
إذا لم تتوقف الحروب المستوردة ضد الهوية وتعاد صيغة التحالفات على أساس الدين والتاريخ فلن يكون للعرب مستقبل، وستستمر استراتيجيات تغيير الجغرافيا على أسس قبلية وعرقية وطائفية وستكون الكلمة العليا لمن يحرك جيوش المرتزقة للسيطرة على الخريطة.







