عام على عتبة الرحيل …بقلم زيان معيلبي

على مهلٍ يخلعُ العامُ معطفَهُ
الأخير
ويمضي تاركًا في الممرّ
آثارَ خطواتٍ تعلّمتُ منها الصبر
لم يكن خفيفًا؛
كان يجرّ وراءه خساراتٍ صغيرة
تشبهُ شقوقَ القلب—
لا تُرى
لكنها تُوجِع
سلّمتُه ضحكاتٍ لم تكتمل
وأحلامًا تحتضرُ من التأجيل
تتدلّى على حبالِ انتظارٍ
حتى التعب
وقبل الرحيل قال لي:
لا تحزن…
فالسنونُ لا تموت
هي فقط تبدّلُ وجوهها
وتتركُ لنا الدروس
أمنيتي أن يكونَ رحيلُه
خاتمةَ الحروبِ في العالم
وصفحًا عن أحلامِنا المؤجَّلة
وغفرانًا لهذا الإرهاقِ الطويل
أن نفيقَ
ولا يكونُ الخوفُ أوّلَ ما نراه
ولا تكونُ الخسارةُ
آخرَ ما نتقنه
أدارَ ظهره
وفي يده غبارُ محاولاتي
وفي صدري شيءٌ يشبهُ النجاة
لم أودّعه بالبكاء
بل بصمتٍ يعرفُ
أن الرمادَ ليس نهايةَ النار
وأن القادمَ
يحتاجُ قلبًا أخفّ…
وأصدق
أن يغفرَ للأرضِ هذا التعب
ويعلّمَ الوقتَ كيف يكونُ
رحيمًا
ويعيدَ للطفولةِ أسماءَها
المسروقة
وللأمهاتِ أبناءَهنّ من فمِ الغياب
أن تمرَّ الأيامُ خفيفةً كدعاء
لا تحملُ سوى ما يكفي للنجاة
وما يزيدُ قليلًا عن الأمل.
ذلك فقط ما نريده من
عامٍ جديد:
أن يأتي
وفي يده سلام
وفي قلبه
مساحةٌ للبشر.









