محمد عبد اللاه يكتب :معارضة قليلة الأدب

المعارضة الواردة من الخارج على وسائل الإعلام الاجتماعي لا حد لها. وإذا سمحت لنفسك بالتعرض لخطابها مرة ستلاحقك في كل وقت. فوسائل الإعلام الاجتماعي من طبيعتها الإلحاح على مستخدميها.
هذه المعارضة ليست، فيما أتصور، قليلة الأثر. ذلك أنها غزيرة ومتنوعة برجالها ونسائها، وأيضا بأفكارها حتى إن كان القائمون عليها يركزون على عدد من المسائل التي يرون أنها الأشد فتكا.
إنهم يدعون مثلا أن مصر تُباع بثمن بخس، وأن أحدا لا يعرف المشتري النهائي.
بعض هذه المعارضة، التي لا سقف لها، لا يتورع عن أن يكون قليل الأدب.
هذا البعض يسمح لنفسه باستخدام أكثر الألفاظ بذاءة في مخاطبة المصريين عن أوضاعهم المعيشية الصعبة.
إنها أوضاع صعبة حتى باعتراف الدولة، وهذا مما يجعل خطاب هذه المعارضة ذات موضوع.
كيف تقاوم الحكومة هذه المعارضة المقيمة في الخارج؟
واضح للناس أن الحكومة تستخدم 3 وسائل بالأساس:
1 ـ الإعلام الموجه، وهو إعلام حكومي أثبت على مدار السنوات أنه كسيح. وفي الآونة الأخيرة اشتكى الرئيس عبد الفتاح السيسي من ضعفه.
2 ـ مقاضاة القائمين على المعارضة الواردة من الخارج بغرض استصدار أحكام ضدهم. لكن هذه الأحكام تبدو ضعيفة الأثر لأنها لا تمسهم مباشرة.
3 ـ التضييق على المعارضة (المؤدبة) المقيمة في الداخل خشية أن تستيقظ الدولة ذات صباح فتجد نفسها واقعة تحت هجوم كبير على محورين.
ما يهمني في هذا الموضوع هو المعارضة المؤدبة التي أرى أن التضييق عليها، وخفض سقف الحرية لديها، يخدم بشدة المعارضة الواردة من الخارج، خاصة المعارضة قليلة الأدب.
رفع سقف حرية التعبير في الداخل يُضعف الهجوم الآتي من الخارج، ويتيح بالضرورة مجالا للحوار مع الحكومة من شأنه تهدئة سرعة القطار السياسي المنطلق نحو غايات لا اتفاق حولها بين المصريين منذ 2013.
هذا الحوار أراه ضروريا قبل أن يخرج القطار عن القضبان، وهو احتمال بات يمثل شعورا حادا لدى بعض الناس على الأقل.







