يا حبيبتي…..بقلم جعفر الساعدي

اعذريني… أنا لستُ كالناسِ،
قلبي يراكِ في ضوءٍ آخرَ،
إحساسي نحوكِ ليسَ هوىً يمرُّ،
بل معرفةٌ عميقةٌ، كأنّ الروحَ تعرفُ سرَّها الأوّلَ في عينيكِ.
كما قال الرومي:
من أرادَ الوردَ لم يخشَ شوكَهُ،
ومن أرادَ الحبَّ لم يهربْ من ألمِهِ.
وكما قال ابن الفارض:
أحبّكِ حبّينِ: حبَّ الهوى،
وحبًّا لأنكِ أهلٌ لذاكَ…
فالهوى يشغلُني بذكراكِ عن كلِّ الدنيا،
والحبُّ الآخرُ يكشفُ الحُجُبَ حتى أراكِ،
نورًا في نورٍ، سرًّا في سرٍّ.
سامحيني…
منذ عرفتُ أنَّ ضيقًا سكنَ صدرَكِ بسببي،
وأنا أحملُ الذنبَ كحجرٍ ثقيلٍ على القلبِ.
سامحيني لأنّني أزعجتُكِ، ولو من غيرِ قصدٍ.
لا أريدُ أن تنتهيَ قصّتُنا،
أريدُها أن تبقى، أن تستمرَّ،
أن تعودَ إلينا أجملَ مما كانتْ،
كالنهرِ يعودُ إلى البحرِ بعدَ عاصفةٍ قصيرةٍ.
كلُّ علاقةٍ حقيقيةٍ تحملُ عواصفَها الصغيرةَ،
خلافاتٍ، سوءَ فهمٍ، لحظاتِ صمتٍ ثقيلةٍ…
وكلُّ هذا طبيعيٌّ جدًّا.
طبيعيٌّ أن لا أفهمَكِ أحيانًا،
وأن لا تفهميني.
لكنَّ في هذا الاختلافِ بالذاتِ حلاوةَ الحبِّ،
في الصبرِ الذي ينبتُ منهُ،
في القربِ الذي يأتي بعدَ البعدِ القصيرِ،
في الصفحِ الذي يغسلُ القلوبَ ويُعيدُها نقيةً.
ارجعي إليَّ بقلبٍ هادئٍ مطمئنٍّ.
الحبُّ بيننا أكبرُ من زلّةٍ عابرةٍ،
أعمقُ من لحظةِ غضبٍ،
أصدقُ من أن ينتهيَ.
دعينا نتركُ الجرحَ يلتئمُ ببطءٍ،
ونعودُ كما كنا…
أو أحلى،
كالوردِ يزهرُ بعدَ المطرِ.









