السفير محمد مرسي يكتب : تطور هام في الملف اليمني ولكنه متوقع.

أصدرت السعودية صباح اليوم بياناً مباشراً وشديد اللهجة حذرت فيه الإمارات من دعم قوات المجلس الإنتقالي وإمدادها بالسلاح وتهديد الحدود السعودية المتاخمة لليمن وتهديد وحدة واستقرار اليمن.
ودعمت قرار مجلس القيادة اليمني الذي طلب من الإمارات سحب قواتها من اليمن خلال أربع وعشرين ساعة ، وألغي اتفاقية الدفاع المشترك الموقعه مع الإمارات ، وفرض حظر بحري علي المواني اليمنية ( المكلا والمهرة) بعد وصول سفن محملة بالأسلحة الإماراتية ورسوها في ميناء المهرة الليلة الماضية وفقاً لما تواتر إلينا من أخبار .
تطور هام في الملف اليمني ولكنه متوقع.
قد يحدث بعض التراجع التكتيكي من الإمارات ومحاولات للتبرير والطمأنة.
ولكن الأجندة الإماراتية ( الإسرا*ئيلية ) في اليمن لن تتغير. وستواصل الإمارات دعمها وتدخلها في الجنوب اليمني الذي تحتفظ فيه الآن بتواجد دائم .. وقاعدة في كامل جزيرة سقطري القريبة من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر .
وستواصل الإمارات دورها في تعذية التوجهات الإنفصالية في جنوب اليمن وتحريك الشارع الجنوبي ضد اليمن الواحد .
تماماً كما يحدث الآن في السودان ودعم الإمارات لحميدتي الذي يعبث ويهدد بشكل حقيقي تخوم مصر الجنوبية ، وكذا الفصائل السودانية الأخري التي تسعي للانسلاخ عن الدولة الأم والتي تهدد أيضاً عمق مصر الإستراتيجي .
السعودية لن تقبل العبث في خاصرتها الجنوبية سواء من قوي الإنفصال في جنوب اليمن أو من الحوثيين .
وسيزداد الصراع اشتعالاً في اليمن كلما توفر له مزيداً من الوقود والظروف المناسبة للإشتعال.
وسيبقي الشعب اليمني الشقيق وفي كل الأحوال هو الضحية كحال الأشقاء في السودان وليبيا وغيرهما من بلاد هذا الوطن المنكوب .
قضية الجنوب اليمني والوحدة بين اليمنَيِن قضية حساسة ودقيقة وذات أبعاد وتشابكات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية.
وقد لمست ذلك بنفسي وعن قرب عندما كنت سفيراً لبلادي هناك .
ولهذا ، فإنني أتمني وأرجو وأناشد كل ذي عقل رشيد في اليمن وفي الوطن العربي بالمساعدة في اتجاه المزيد من الحوار الوطني اليمني دون تدخل وتأثيرات خارجية للوصول إلي معادلة مرضية تحقق مصالح الأشقاء في اليمن بشماله وجنوبه .
ولدينا بالفعل إطار للحوار الوطني في اليمن يمكن البناء علي مخرجاته وتطويرها وصولاً للهدف المنشود .
ويبقي السؤال المثار ملحاً .. ماذا تفعل الإمارات ؟ وماذا تريد ؟ وماذا نحن فاعلون ؟
أتفهم سعي الإمارات للمزيد من فرص الإستثمار في مصر وغيرها وكذا سعيها للإستثمار في المواني وخطوط الملاحة والتجارة العالمية .
ولكني لا أستطيع أن أتفهم دورها المغذي للانفصال والخراب في السودان واليمن والصومال والداعم لإثيوبيا التي تناصبنا العداء والكراهية ، ودعم بلاد أخري كذلك .
وأخيراً يهمني أن أوضح أنني أتحدث الآن هنا كمواطن مصري عربي ، ولا أعبر بالضرورة عن توجهات السياسة الخارجية المصرية التي أثق في أنها تتابع جيداً منطقتنا بكل ملفاتها الملتهبة والملتبسة والمتشابكة .







