كتاب وشعراء

كل ما تبقى مني….بقلم فاطمة التليلي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

عندما توقفتُ عن الركض
كان القلب ينفخ آخر أحزانه خارجًا
وكنتُ أُصلّي على كرسيٍّ أعرج
أتمتم أشياء لا أفهمها
وأمسح بعدها بيدي على رأسي الأصلع
ظننتُ أني حرباء أختار لوني كما أشاء
منتشيا وأنا أمارس لعبة التخفي تلك
أتشظّى بعد كل اكتشاف
وكانت لي ذاكرة
أمّا اليوم فأنا أبتلع صوتي ولا أسمعه
أرتعش خوفًا كلّما خفق قلبي
لا أعلم شيئًا عنّي
لا أذكر شيئًا غير ظلّي المارّ كلَّ فجر
وهو يركل حصى الشوارع حزينًا
لا أذكر لِمَ كان دائمًا حزينًا
ثمّ أُشفِق عليه منّي.
كانت لي ذاكرة
مهووسة بتجميع أوجاع الشوارع المهجورة،
بقلوب المخذولين،
بترميم الأوهام آخرَ الليل،
وعند الصباح ترقص بانتصارٍ واهم.
ما كانت تعرف كيف تسلّلت منها الحكايات الطويلة،
ما كانت تعرف أنّها مخدوعة مثل قلوب الكثيرين…
كانت لي ذاكرة
مختنقةً مثل صوت الريح وهو يحمل رسائل الفقد للورد،
يعزف مقطوعات عشق منسيّة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock