كتاب وشعراء

هنا كنتُ…بقلم هادية السالمي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

صَخُوبًا يُطلُّ عليَّ رداؤُكِ

من شُرُفاتِ الهشاشةِ و الشّجنِ .

و وجهُكِ يهطِلُ آهًا و أسئلةً.

يُطالعُني بِلَظَى الْبرتقالِ

و فيْضِ مَدامعهِ.

و لِلْبُرْتقالِ إذا ما شكا

صَخَبٌ و مُنَاحَاتُ مِجْمَرَةٍ.

و ما في الرّمالِ خِضابٌ و مِدْفَأَةٌ،

و ما في السماء جناحٌ و مائدة.

تَقَصَّدَ – مِنْ شوْقِهِ – الْبرتقالُ

و ما طَبَّبَتْهُ يَدُ الشَّوْقِ لَمَّا اشْتَكَى.

و ها قدْ تَشَرَّبْتِ منه الْوَجِيفَ

و عِطْرَ مَدَاخِنِهِ.

صَخُوبًا يُطِلُّ عَلَيَّ رِدَاؤُكِ

مِنْ شُرُفاتِ الْهَشاشَةِ و الشّجنِ.

و يَحْضُرُنِي نَقْلُ ” كَلْحَبَةَ الْعُرَنِيّ

لِوَقْعِ النِّبالِ على الْبَلْدَةِ (* )…

فَيَغتالُ وَجْهَ مَجَازي

هُطُولُ جِمَارِ الصَّرِيمِ

بِكُرَّاثِهِ الْنُزِّعَ…

و يرْتَشِفُ الْعَصْفُ كأسي

و أزهارَ أُغْنِيَتي .

و هذي الْمَرايا تُرَوِّعُني

بِضَبابٍ بِلا زَمَنٍ.

بِأَعْيُنِها ، سُنْبُلاتٌ بِلا دَسَمٍ.

و فيها شُجَيْرَاتُ غارٍ بِلا وَرَقٍ…

يُحَدِّثُني الْغارُ

عنْ شَهَقَاتِ أكالِيلِهِ

و مَوَاجِعِهِ.

يقول : ” تَهَيَّفَ وجهي

و زَمَّلَني الْهَيَفُ…

هنا كُنْتُ

مُذْ شَهِقَ الْقَمَرُ.

و لازلْتُ أَلْثِمُ وَجْهَ الرّمالِ

و قدْ ضَعُفَ النَّظَرُ.

هنا، لا أزالُ

أَهِيمُ بِبَلُّوطَةٍ

يَرْتَوِي بِمَدامِعِها جسَدِي.

و لا زلْتُ

أَضْفِرُ مِنْ شَجَنِي

وَرَقًا تَتَعَجّبُ مِنْ نُورِهِ الْمِحِنُ …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock