رؤي ومقالات

د. فيروز الولي تكتب:المصافحة التي عيّنت رئيسًا

قراءة كاريكاتورية في صورة رشاد العليمي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

في تلك الصورة الشهيرة، لم يُعيَّن رشاد العليمي رئيسًا لمجلس القيادة الرئاسي بمرسوم،
بل بمصافحة مختصرة،
ولو كانت اليد أطول قليلًا… لكانت الوزارة جاهزة معها.
الصورة تقول كل شيء،
لدرجة أن البيان الرسمي بدا زائدًا عن الحاجة،
فاليد تحدثت، والذراع شرح، والجسد وقّع.
يد تُصافح… ويد تُمسك
العليمي يمد يده كما يمد اليمني طلب “توظيف عاجل مع سلفة”،
بينما محمد بن سلمان يصافح بيد واحدة فقط،
والأخرى تمسك بذراع العليمي كمن يقول:
لا تتحرك كثير… الكاميرا علينا.
هذه ليست مصافحة رئيسين،
هذه مصافحة مسؤول مشروع مع مدير إقليمي.
لغة الجسد: رئيس تحت التجربة
العليمي في الصورة لا يبدو رئيسًا،
بل موظفًا في أول يوم دوام،
لا يعرف أين يقف، ولا متى يبتسم،
ولا إن كانت الابتسامة محسوبة من الراتب.
أما محمد بن سلمان،
فيقف كمن يعرف أن الصورة ستُدرَّس لاحقًا، وأن الجسد أصدق من ألف مؤتمر صحفي.
البروتوكول: دولة بنظام “ريموت كنترول”
في العُرف الدبلوماسي،
القادة يتصافحون كتفًا بكتف.
في هذه الصورة:
كتف أعلى
وكتف أوطى
وذراع تُمسك بذراع
وكأن الرسالة تقول:
الرئاسة تعمل بالتحكم عن بُعد… بطارية سعودية.
الثقافة السياسية: شيخ يسلّم عصا
المشهد أقرب لشيخ قبيلة يقول لشيخ أصغر:
“دبّر جماعتك… ولا تنسَ من سلّمك العصا.”
العصا هنا ليست خشبًا، بل صورة عالية الدقة،
ممهورة بابتسامة محسوبة.
الإعلام: حاول التجميل… ففضح
الإعلام قال: دعم، شراكة، مرحلة جديدة.
الكاميرا قالت: جرّبنا… وسنرى.
قالوا: قيادة جماعية.
الصورة قالت: مركز تحكم واحد والبقية ديكور.
اليمن في الخلفية… خارج الكادر
اليمن لم يظهر في الصورة،
لا علم،
لا أرض،
لا سيادة.
اليمن كان خلف الكاميرا، يحمل الإضاءة،
وينتظر انتهاء التصوير.
الخلاصة بلا مخدر
هذه ليست صورة رئيس مع ولي عهد،
هذه صورة ملف مع صاحب الملف.
وليست مصافحة دولة، بل ضغط زر تشغيل.
في اليمن،
لا يُنتخب الرئيس…
ولا يُعيَّن…
بل يُمسك من ذراعه.
وما دام الذراع ممسوكًا،
فلا تسألوا اليد إلى أين تذهب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock