ماذا بعد أن تنتهي الحرب؟تامر أنور / مصر

ماذا بعد أن تنتهي الحرب؟
سيعودُ الجُنديُّ بالرسائلِ التي لم تَصِلْ لحبيبتهِ ويقرآنها معًا،
ورُبَّما يعودُ بمَقعَدٍ مُتحرِّكٍ وعضويَّةٍ بجمعيَّةِ (المحاربين القُدماء)،
سيُعلِّقُ الجُنودُ خُوذاتِهم كنُصُبٍ تَذكاريٍّ
بعد أن يقوموا بتلميعِها جيِّدًا
ويَعُمُّ السلام!
سيَدفنُ قابيل جُثَّةَ أخيهِ أخيرًا
ويعودُ للمقهى بعد أن يُصلِّيَ صلاةَ الغائبِ.
أمَّا أنا
فليس لديَّ حبيبةٌ لأعودَ إليها ولا أصدقاءُ للمقهى
“لذا سأُشعِلُ حربًا جديدةً أو أموتُ”
. . .
ماذا بعدَ أن يعودَ العجوزُ من البحرِ
بالسمكةِ الأُسطوريَّة؟
أيُّ صَيدٍ سيُغريهُ بالعودةِ لِقَاربِهِ؟!
سيَدخلُ كوخَهُ ليُشاهِدَ التلفازَ
ويَجلسُ ما تبقَّى من عُمرِهِ
بمقاعدِ المُتفرِّجين
. . .
ماذا بعد أن ننتهي من كُلِّ شيء؟
ستُشاركين رَجُلًا آخرَ الفِراشَ،
وسآخذُ صورةً مع سمكتي الأُسطوريَّةِ
مُرتديًا خُوذتي اللامعةَ
بعد أن نُمزِّقَ كُلَّ الهُراءِ الذي
كتبناه معًا!








