دعِ الكِبرَ …… بقلم // باسل محمود أبو الشيخ // فلسطين

دعِ الكِبرَ وانظر في الورى إنْ تصاحبِ
فمـــا الناسُ إلّا باخـتـلاف المـــــراتبِ
ومــا كــلُّ مَن زار المسـاجـدَ عــابدٌ
وليــس ديـوكُ الحـيِّ مثلَ الثعـالبِ
ومهــما بُغاثُ الطيرِ حاكى نسـورَها
فلا تعــلونَّ العيـنُ فوقَ الحــواجبِ
وصاحب كريمَ الأصلِ إن شئتَ رفعةً
وكــن هـيِّـناً إن رحـــتَ يوماً تعـاتبِ
ولا تنسَ أنَّ الأصــــلَ دومــاً مقـدَّمٌ
على الجاهِ والسـلطانِ ثَمَّ المناصـبِ
ويُعــرفُ ذو الأصـل الكـريم بطبعـه
وحُســنِ السـجايا ثمَّ طيبِ المـآربِ
ولا تُكـثرنَّ الصحبَ من غير حاجـةٍ
فرُبَّ أخٍ يغنـيــك عن ألــف صاحـبِ
وصن ما استطعتَ الجارَ واحفظ حقوقَه
عســى أن يداوي الجارُ بُعدَ الأقـاربِ
ولا تحــقــرنَّ العـــودَ وهــوَ مجـــرّدٌ
ولا الليـثَ لـو يبدو كــليلَ المخــالبِ
يجــودُ عليــك العـودُ عند احـتراقـه
وللأُسْــدِ هيــباتٌ ولــو لــم تُضــاربِ
ولا تُبـدِ لــومَ الصـحـبِ في كـلّ زلّةٍ
فمَـن ذا وليست فيه بعضُ المعــايبِ
وبادر إلى الحُسنى و دارِ عيوبَـهــــم
وســامـح وحـدّث عنهــمُ بالمنـاقـبِ
ولا تقطــعـنَّ الرحــمَ أو تجــفــونّهـا
ولا تخشَ بعد الوصل سوءَ العواقبِ
وكـن عند حُسـن الظنِّ فيكَ و دائماً
وكــن ذا يدٍ بيضـــاءَ عـند النــوائبِ
ومـــــا هـــذه الأبيات إلّا تجــــارِبٌ
وخــيــرُ دروسٍ مـــا أتت بالتجاربِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باسل محمود أبو الشيخ