فيس وتويتر

السفير فوزي العشماوي يكتب : لايمكن أبدا أن يقولوا كلمة طيبة

أوقع الموقف المصري من مقترح ترمب لتهجير أهل غزة جماعة الإخوان في مأزق شديد، فهم من جهة لايمكن أبدا أن يقولوا كلمة طيبة في حق الرئيس، ومن جهة أخري لايمكن أن يتهموا موقفه بالتهاون أو التخاذل، لذا نجدهم تارة يراهنون علي وجود مؤامرة ما ستتضح أبعادها قريبا، وتارة أخري يهربون من أي مناقشة موضوعية لحقائق الموقف الحالي بإسترجاع مواقف سابقة كتيران وصنافير وسد النهضة والديون والميلشيات وغيرها ..
والحقيقة أنني شخصيا كنت ومازلت ضد التفريط في سيادة مصر علي تيران وصنافير، وكان لي تحفظات عميقة علي إدارة ملف سد النهضة، وأقف ضد أي كيان قبلي أو عشائري أو أي تنظيم يحمل شبهة منافسة ولو بسيطة في إحتكار الدولة وجيشها الوطني للسلاح، ومع ذلك لايمكن أبدا أن أتواني عن الإشادة بموقف مصر والسيد الرئيس ووزارة الخارجية من مقترح ترمب، وتصعيد اللهجة المصرية في مواجهة الأوهام الإسرائيلية بالهيمنة علي المنطقة بما في ذلك التهديد المبطن بمراجعة معاهدة ومسيرة السلام في المنطقة وهو بلاشك تهديد بالغ التاثير في الكيان، فضلا عن الجاهزية المعلنة لقواتنا المسلحة لحماية الأمن القومي لمصر من أي عدوان أو تهديد ..
موقفنا هذا لاعلاقة له بالطبع بإفتكاسات جماعات المهللين الذين يبحثون عن تفسيرات خرافية ومعارك وإنتصارات وهمية، بل هو تقييم موضوعي هادئ لايبتغي سوي صالح الوطن والإنحياز لأي قرار إيجابي بناء علي مايتوافر لنا من معلومات وقرائن وقرارات ..
السياسة لاتؤخذ جملة ولاتتحمل المواقف الجامدة والأبيض والأسود والملاك والشيطان، وإنما هي عملية تفاعلية منضبطة تحكم علي الجيد بالايجاب والتشجيع وعلي السلبي بالرفض والإنتقاد !

زر الذهاب إلى الأعلى