شريف يونس يكتب :للممانعة

بعد الهزيمة “المزلزلة” للممانعة (والنبي بتوع الانتصار يركنو على جنب شوية)، المشكلة هي توزيع الأنصبة: مين حايشيل أكتر؟ إيران عايزة بقدر الإمكان تحافظ على التوتر في لبنان وفي القطاع وفي الضفة، علشان تفضل الأوراق دي في إيدها حيث إنها ناوية تتفاوض مع أمريكا. ودا اللي كان بيعمله حافظ الأسد زمان مع منظمة التحرير الفلسطينية ولبنان. فمش جديد يعني.
سوريا أخدت نصيب عظيم ولسا حاتاخد. فعليا مافيش أي قوة واقفة بين الجيش الإسرائيلي ودمشق. ودا بيدي نتنياهو فرصة إنه يفرض أي شروط، بما فيها إن الوضع يفضل كدا: منطقة منزوعة السلاح، وتدخل لحماية الدروز. وعلشان ماتاخدش أكتر من كدا الشرع وحكومته مش بيعلقو أي تعليق على أقوال ولا على أفعال. وتركيا باعتبارها حامية النظام الجديد مش بتفتح بقها. ولو فتحته حاتستنكر وخلاص.
لبنان مصير سلامها الداخلي والخارجي معلق على قدرتها على نزع سلاح حزب اللـه، اللي بيستقوى بقدر الإمكان بإيران، ومصلحة لبنان إنه يوصل لتفاهم مع حزب اللـه يلبي الشروط الإسرائيلية اللي متطابقة بالمناسبة مع القرارات الدولية السابقة: 1701 و1459 (لو فاكر الرقم صح).
أما غزة فسلامها مرتبط برضو بنزع سلاح حزب اللـه لأنه فعليا مايضمنش إن الناس في غزة تاكل بكره، واحتفاظه بالأكل مالوش معنى ولا هدف. لكن مشكلة حماس إنها قامت أساسا على رفض تصورات منظمة التحرير وعقيدتها الوطنية، ودا من وقت انتفاضة الحجارة وقبل مدريد وأوسلو. فالاحتلال الإسرائيلي أهون بالنسبة لها من إنها تسلم سلاحها للسلطة الوطنية. مصلحة الفلسطينيين لتلقي نصيب أقل من الهزيمة هي تراجع حماس، لكن حماس كينونة في ذاتها وبالتالي دا صعب. والضفة نفس الشيء.. مش تحت سيطرة حماس صحيح، لكن تقدر تعمل مشاكل وبتعملها علشان تدعيم موقفها في غزة.
دول الاعتدال العربي مشكلتها زي ما أشرت قبل كدا هي برضو مين اللي حايلبس أكتر من نتايج الهزيمة. صحيح هما مش في محور إيران، وضده، لكن كمان ما استجابوش للمطالب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا بدرجات، سواء بنزوح الفلسطينيين لمصر أولا والأردن لاحقا، أو التطبيع غير المشروط بالنسبة للسعودية أساسا. والمطلوب منهم إنهم يقدمو شيء ما، يعني يجبرو حماس بشكل ما على تسليم السلطة. فلو مش حاينفع، ممكن جدا المجموعة دي تتعرض لتشققات على أساس رمي الأعباء على بعضها البعض. واللي مانع الحكاية دي إن ماحدش مستعد لتحمل مسئولية تحميل الأردن أو مصر العبء الكامل، لأنه دا حايفتح باب المجهول.
دا مش غريب، لأنه حتى في دولة واحدة، لما بتحصل هزيمة، الأطراف الداخلية كل واحد فيها بيحاول يرمي المسئولية على التاني، زي الجدل اللي داير لحد دلوقت عن مدى مسئولية كل من ناصر وعامر عن سبعة وستين.