رؤي ومقالات

أنس دنقل يكتب :تابع افراح زمان !!5

13_ دور قابلة القرية(الداية)!!
خلفية تاريخية :
نظرا لاتساع الدور قديما..حظائر عديدة للبهايم بانواعها بقر..حمير..اغنام..جمال..متسعة الارجاء..صوامع غلال..شون للتبن..
قبل انتشار بدعة دورات المياه بالمنازل.. تكتفي النسوة والفتيات مستغلين الظلام الدامس والسكون القاتل الذي يعم القري بالتسلل ليلا للقيام بعمليات الاخراج بعيدا عن عيون المتطفلين..من ثم ردم المخلفات المتفجرة ببعض الاتربة تلافيا لحسد الحاسدين..ياويل من يطأها بقدمه!!
في الطرف الاخر..في وضح النهار.. الرجال والصبية يمارسون نفس الرياضة البديعة في الحقول الواسعة..بجوار المصارف والترع والخرابات بوصفها دورات مياه عمومية متاحة للجمهور بغير مقابل او تصريح مملوكي.. الموضوع بسيط يكفي ان ترفع ثيابك وتجلس القرفصاء وتديها..
_بعد انتهاء المراسم بما يصاحبها من مؤثرات صوتية.. يتم تنظيف المؤخرة بزلطة او شقفة ملقاة اوحفنة تراب من ارضنا الطيبة المعطأة.. ويا مولانا : اديها كمان حرية..حرية كمان وكمان.. كما قال احد مطربينا العظام في احتفالية شعبية مماثلة !!
داخل هذه الدوائر المغلقة تحدث اعمال تسلل غير قانوني بمناطق الجزاء من بعض ابطال فريق العمل النهاري الاشقياء لمناطق الجزاء بفريق الاعمال الليلية مستغلين قلة خبرتهن واحتياجاتهن الجنسية المبكرة لترتكب اعمال عدوانية كان يجب رفع كارت احمر قبلها للمتجاوزين لما قد ينجم عن ذلك من كوارث طبيعية لم يحسب حسابها الاباء المشغولين في اعمال الحقول من طلعة الشمس حتي مغيبها والامهات في الاعمال المنزلية الشاقة.. داخل مجتمعات متعطشة للدماء !!
_من هنا يبرز لنا ضرورة ودور طبيبة الفريق الرياضي للقرية الست الداية بما افاض الله عليها من علم غزير لتلافي اي كسور ومضاعفات اوتصعيد للازمة!!
قبل الاحتكام للسلاح يبرز لنا موقفين:
_ مرتكب الفاحشة فرد محدد..احد ابناء عم الضحية مثلا..في هذه الحالة يكتفي بالستر الجميل وعقد قرانهما وعلي رأي المثل زيتنا في دقيقنا ويادار مادخلك شر!!
_مرتكب الواقعة احد الغرباء او عدوان متعدد الاطراف !!
في هذه الحالة تتأكد لنا الاهمية الوجودية للدور التاريخي للقابلة وينحصر في الاتي:
_ تجهيز حوصلة حمامة اوفروجة بكرية ..تعبئتها بدم طير غزير طازج..ربطها جيدا..وضعها في موضع العفة لسد الثغرة عقب العدوان الجائر وتسلل كتائب الاعداء..
نتيجة هذه الجراحة الناجحة دخول البهجة والسرور علي عريس الغفلة والاهل بغير استثناء لتنطلق البنادق مزغردة بتمام الانتصار والقضاء علي ثغرة الدفرسوار وتحقيق النصر الكامل علي الاعداء !!
_ مماسبق يتضح لنا ان شرف بعض الانسات من الجدات الراحلات ليس مثل عود الثقاب كما قال يوسف بك وهبي عميد المسرح العربي لكن مثل الولاعات الاجنبية جيدة الصنع والتعبئة تعمل في كافة الاجواء !!
_ هذا يقودنا لنقطة اخري هو الموقف الحرج لكثير من المعاصرين ممن يحتفظون بجرود انسابهم العريقة..يتباهون باصولهم وفقا لجلود الغزلان المثبت بها نسب العائلات والمحفوظ بخزائن اعيان البلاد ولدي اتحادات القبائل العربية مما يستدعي المراجعة ودقة التحري والتحاليل الطبية والمعملية الدقيقة عن:
_موقف الجدات..امرأة العزيز ومابعدها وما قبلها وصولا للجدة الطيبة حواء بوصفها المرأة الوحيدة الغير مشكوك في خلو فرجها من اي تدخلات بشرية وحواصل دجاج(لعدم وجود منافسين للمرحوم الا ابليس !) تغمدها الله بواسع رحماته ومغفرته!
_ التحري الحازم عن موقف جداتنا جميعا من رقاب وحواصل الحمامات المسفوحة بين الافخاذ قبيل استطلاع جلود الغزلان اوكتب الانساب المزعومة وتشكيلات اتحادات القبائل العربية المنشورة بصحفنا القومية وصور قادتها اوتصدعونا باجتماعاتهم بدار ابن لقمان بالجيزة تتبناها الحكومات القوية بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير !!
(الموضوع طول وباخ وبكره نكمل لو عايزين!!)

زر الذهاب إلى الأعلى