محمد السطوحي يكتب :خناقة زيلينسكى/ ترامب: إلا الحماقة أعيت من يداويها!

عندما التقى السيناتور ليندزى جراهام مع الرئيس زيلينسكى قبل توجهه إلى البيت الأبيض نصحه بشئ واحد: عدم بلع الطعم من الميديا والانجرار إلى جدل مع ترامب فى المكتب البيضاوى. ربما تكون هى نفسها النصيحة التى كتبتها هنا منذ أسابيع قبل زيارة الزعماء العرب لواشنطن. لكن زيلينسكى أحمق، ولم يكتف بالجدل بل دخل فى مواجهة صريحة وصاخبة مع ترامب ونائبه جى دى فانس. لم يكن مطلوباً منه تقديم تنازلات جوهرية ولكن الطريقة التى تحدث بها افتقدت لأبسط قواعد الدبلوماسية لرئيس تحتاج بلاده لدعم أمريكي كبير للدفاع عن نفسها. تحدث منذ البداية بحدة عن بوتين كإرهابى ولم يجامل مضيفه بكلمة شكر أو تقدير كنوع من البروتوكول. حتى قبل ترامب كان جو بايدن يخاطبه أحياناً بغضب لأنه لايتوقف عن تكرار مطالبه: ألا توجد كلمة تقدير لما تحصل عليه؟ لكن أن يفعل ذلك مع بايدن على التليفون شئ مختلف تماماً عن ترامب وأمام الكاميرا.
وعندما أراد النائب فانس مجاملة رئيسه بأنه الرجل القادر على حل المشكلة بالدبلوماسية فإذا بزيلينسكى يرد عليه باستخفاف: عن أى دبلوماسية تتحدث؟ وكانت العبارة التى فتحت أبواب المشهد التاريخى الساخن الذى تابعه العالم على الهواء.
زيلينسكى لديه حق مثلاً فى المطالبة بضمانات أمنية، وترامب يرد بسذاجة أن بوتين يحترمه ولن يخرق اتفاق السلام. هنا أى رئيس يفهم ترامب وقواعد الدبلوماسية يرد بأنه يدعم جهود الرئيس الأمريكي لكن لابد من ضمان سلام دائم ومستمر حتى بعد ترامب وبلغة يفهمها الرئيس الأمريكي، لكنه يفتقد لمقومات شخصية تسمح له بالتعامل فى مثل هذه المواقف.
النتيجة: إلغاء حفل التوقيع على اتفاقية المعادن الأوكرانية ومايرتبط بها من دعم أمريكى، وإثارة شكوك كبيرة حول المستقبل بين رئيس زائر أحمق وآخر يهتم بصورته كرئيس قوى على الشاشة أكثر من أي اعتبارات استراتيجية فى علاقة الدولتين، اتضح ذلك فى نهاية اللقاء وهو يقول إن ماحدث سيكون عرضاً جيداً على التليفزيون!