فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :قصة الحرب بين زلينيسكي وترامب وأوروبا وروسيا

زلينيسكي هو صاحب فكرة صفقة المعادن، وجدها الطريقة الوخيدة لإعادة جر الولايات المتحدة للحرب، ترامب يحب الصفقات المربحة، وهاهي معادن بمئات المليارات، لكن في الحقيقة أن معادن أوكرانيا نصفها على الأقل تحت السيطرة الروسية، والنصف الآخر يحتاج إلى استثمارات كبيرة ووقت طويل، خاصة العناصر الترابية النادرة التي تحتكر الصين الغالبية العظمى من إنتاجها، والتي تحتاج إلى عمليات مكلفة ومعقدة لاستخلاص كميات صغيرة من أطنان الأتربة، أي أن زلينيسكي سبيع لترامب “سمك في مياه ملغومة” لن يمكن استخراجها في عهد ترامب، لكن وضع اسم الولايات المتحدة عليها يجعلها طرفا في النزاع مع روسيا .. هذه خطة زلينيسكي ومعه أوروبا الضعيفة، التي لا يمكنها وحدها مقارعة روسيا، لهذا وافق ترامب على الإتفاق، لكنه رفض منح زلينيسكي ضمان الحماية، فهذا الإتفاق لاستعادة ما سبق إنفاقه على أوكرانيا، وليس قيمة الأسلحة والتدريب فقط، بل الدعم اللوجستي والمخابراتي وغيره من أشكال الدعم الظاهرة والخفية .. الصفقة ليست مغرية لترامب، كما أنها جاءت من شخص كان يدعم خصمه بايدن، والحرب حربهما، والحرب خاسرة، وزلينيسكي نسي نفسه، ويتصرف كأنه زعيم الغرب، ويردد أنه من يحمي الغرب بقواته التي تقارع روسيا، ولولا هو لكانت روسيا سيطرت على أوروبا، أو معظمها، ويردد زلينيسكي هذا الكلام في كل المحافل التي يحب أن يحضرها جميعا، ليستمتع بتصفيق الجمهور، واندمج زلينيسكي في الدور حتى التماهي الكامل، وهنا كان على ترامب أن يوقظه من أوهامه، نحن من نقدم لكم كل شيء، ولولاما لاجتاحكم بوتين في أسبوعين، نحن من صنعناك، نحن من نكتب النص ونخرجه وننتجه، وأنت مجرد ممثل فاشل، مجرد مهرج، ستقود بلادك والعالم إلى جحيم حرب عالمية، استفاق زلينيسكي قليلا ليجد أنه يتعرض للإهانة والإذلال، وليس التصفيق الذي اعتاد عليه، لكنه تذكر مسارح أوروبا التي تغص بالمصفقين من قادة وأحزاب اليمين النيوليبرالي، والذين يشاهدونه الآن مع ترامب، لهذا تشجع وحاول التماسك ومقارعة ترامب ومساعديه، لهذا انتهى المشهد بالطرد من خشبة مسرح البيت الأبيض، ليجد قادة أوروبا المهانين قد أعدوا له مؤتمرا من قادة 12 دولة لتكريمه ورفع معنوياته، ويواصل الحرب حتى آخر جندي أوكراني، حتى ,غن كانت المساعدات غير كافية، والذخيرة شحيحة في مخازنهم، وسيواصلون العرض بدون منتج أو مخرج أو نص، سيرتجلون نصا لا يعرفون نهايته لباقي فصول الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى