فراج أسماعيل يكتب :لا توجد مقاومة للمحتل منحرفة

هناك فارق المحيط بين موقفك من الشيعة وبين أن تعكس هذا الموقف على المقاومة فتصفها بالإنحراف. لا توجد مقاومة للمحتل منحرفة يا شيخ #عثمان_الخميس.
زيلنسكي يهودي ومن أكثر مؤيدي الإبادة الجماعية التي يقوم بها العدو.. لكن وجهة نظري فيه كمقاوم عنيد للمحتل لا يحكمها هذا المعيار.
من السهل على شيخ وهابي تتلمذ على أيدي عتاة شيوخ الوهابية أن يخوض في مسائل الحيض والنفاس ويفتي فيها، لكن أن يخوض بالسهولة نفسها في مسائل المقاومة الفل سطينية ويصف أبرز حركات نضالها وأكثرها فعالية بأنها “حركة منحرفة”.. مسألة صادمة للغاية، تجعلنا نطلب من بعض شيوخ السنة أن يمهلوا أنفسهم الزمن المناسب قبل الخوض في السياسة والحروب والتنظير حول مقاومة المحتل الفاجر.
الخميس تلميذ للشيخ بن باز والشيخ العثيمين.. والتلميذ يجب أن يكون حكيما في مسائل، الاستسهال فيها تفيد غطرسة العدو وفجوره.
عندما أفتى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فتوى الصلح الشهيرة في حوار مع الدكتور عبدالله الرفاعي رئيس تحرير المسلمون في الثمانينيات، وذهبت إليه في مقر دار الافتاء في الطائف مع الرفاعي وعدد من الزملاء لمحاورته في شأن الغضب الذي أحدثته الفتوى.. قال ونحن نأكل من طبق واحد. الفتوى لا تعني وقف حربهم، بل التريث قليلا إلى أن نملك القدرة.
المقاومة التي تقول عنها “منحرفة” يا شيخ عثمان تمتلك القدرات الذاتية وتلبس رداء الاستشهاد دفاعا عن العرض والأرض والشرف.
تنظيراتك في قناة “الصفا” ذات زمن ولى بشأن الشيعة لا يمكن أن تعمينا عن أنهم وقفوا مواقف الرجال في جنوب لبنان في مواجهة المحتل وكانوا جبهة مساندة لا تخشى الموت والدمار.. وإيران التي تقول إن “المقاومة المنحرفة” وقعت في أحضانها، هي التي أرسلت صواريخها إلى عمق المحتل وأجبرت كل ملايينهم على دخول الملاجئ، وهي التي كان وجودها في سوريا، يجعل العدو يقف كـ “أبوالقردان” المرتعش في الجولان يخشى التقدم خطوة رغم الصواريخ التي تقصفه.. بينما اليوم يقف بكل بجاحة على قمة جبل الشيخ ويأمر بأن تكون محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء “منزوعة السلاح”، وأنه لن يتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا.