السفير فوزي العشماوي يكتب :يؤشر للإصرار الأمريكي علي تهجير السكان

لم يتأخر الرد الأمريكي علي الخطة المصرية لإعادة تعمير قطاع غزة، المتحدث بإسم الامن القومي في البيت الأبيض أوضح أن ترمب مازال متمسكا بخطته، وأن الخطة المصرية لم تعالج الأوضاع المأساوية لسكان القطاع ( شوفوا ازاي )، وإن كان قد ترك الباب مواربا لمزيد من المباحثات !
– هذا الرفض ربما يفسر تغيب قادة السعودية والامارات، كونهما إستشرفا وتوقعا رفضا أمريكيا، فضلا بالطبع عن التحفظ علي مسألة تكرار الهدم طالما لم يتم إزالة أسباب النزاع
– وهو يؤشر للإصرار الأمريكي علي تهجير السكان لإعادة البناء، وهو من الواضح أنه هدف رئيسي للولايات المتحدة ونيتنياهو
– وهو يؤكد عناد ترمب وشعوره المتضخم والمتزايد بذاته وأفكاره، والأهم بقدرته علي تحقيق أهدافه بغض النظر عن رغبات ومواقف الأطراف الأخري، خاصة وأن هذا ينجح في أحيان كثيرة، خاصة حينما يكون الطرف الآخر في موقف ضعف، كما حدث من تراجعات زيلنسكي، وكما حدث في قدرته علي إقتناص موانئ تتحكم في قناة بنما، وكما هو واضح وجلي في ردود الفعل الأوربية
– وهو يؤكد مجددا التماهي الكامل بين إسرائيل والولايات المتحدة، والذي وصل وسيصل في ظل إدارة ترمب والأفكار الانجليكانية والتوراتية التي تسيطر علي إدارته وعليه وعلي الإئتلاف الحاكم في إسرائيل لمراحل مرضية وبالغة الخطورة
السؤال الآن ماهي البدائل :
-البديل الأول إصرار كل طرف علي موقفه ويظل الفلسطينيون يعانون ونتدحرج سريعا لإستئناف القتل والقتال
– البديل الثاني هو فرض ترمب لرؤيته مايعني تصفية القضية ودخول المنطقة في بيت الطاعة الإسرائيلي
– البديل الثالث هو دخول الطرفين في محادثات مكثفة للوصول لنقطة وسط ترضي ترمب وغروره وجشعه معا، وهذا لن يتأتي واقعيا إلا بحسم موضوع مستقبل حماس لكي يكون هناك إغراء سياسي له ولنيتنياهو وللممولين الخليجيين، ومنح أمريكا وشركاتها جزء معتبر من صفقة البناء لكي يكون هناك جائزة إقتصادية للمطور العقاري الأمريكي دونالد ترمب
للأسف النظام الإقليمي العربي واهن، وملئ بالثقوب، وهو في أسوأ حالاته، والتضحية بالمقاومة كارثة ويترك المنطقة مسرحا للعربدة والهيمنة الإسرائيلية، والتمسك بها مقامرة ومخاطرة لايدفع ثمنها سوي الشعب الفلسطيني الصابر المحتسب ..
لاأمل في دفاتر الأرض ولاقاعات الحكم .. الأمل أصبح في السماء، والسماء غاضبة لقصور وتهافت الداعين !