كتاب وشعراء

علي الحب والسعة ….قصه قصيره بقلم محمد الصباغ

لم يمل رسائله إليها والتي كان في ظنه أنها لم تبال بها أدني مبالاه وظل يترك لها الرسائل لعلها تصادفها حين تلحظ لون الحليب الأبيض في الكوب وحين تترسب ” غماقة البن في الفنجان ” وحين ينقر العصفور الوحيد علي زجاج شباك غرفتها المسدل عليه ستارة النسيان ؛ ظل يكرر نفس الرسالة بلا ملل ويصنعها مغلفة وملغزة في ملايين الأشياء :
” يا أيها اﻵتي من اﻷبد ليفني في قلبي : علي الحب والسعة ؛ غير لون دمي إلي لونك الوردي !! ” .
لم يكن يدرك إنها قد كف بصرها ؛ فظل يحنق عليها ولا يجد مبرراً منطقياً عنده لتحولها عنه وتماديها في تجاهل رسائله التي ما عاش إلا ليرسلها ؛ لكي ما يظل موصولا بها .
لم يمل من إرسال رسائله إليها وكأنه يرميها في جب العدم ؛ شاعراً بمنتهي الغيظ والحنق تجاهها ؛ فلما عرف أخيراً إنه قد كف بصرها ؛ منذ كفت عن إستبصار رسائله التي كان يخللها كل شيء يمكن أن يصادفها ؛ فقد إزداد حنقا علي حنق تجاهها ؛ لأنها أخفت عنه أنها قد كف بصرها وقد تركته يحنق عليها ظُلما ؛ ومن أجل ظلمه لها بغيظ وحنق دون سبب ؛ فظل يحنق عليها ويتميز غيظا من كتمانها عنه فقدانها بصرها .

زر الذهاب إلى الأعلى