رؤي ومقالات

إبراهيم نوار يكتب :كنوز أوكرانيا المدفونة وحقيقة الصراع الأمريكي – الأوروبي – الروسي

الذين يعرفون دونالد ترامب يقولون أنه مهووس بالشهرة، إلى جانب غلبة عقلية «السمسار» على توجهاته السياسية منذ ترشح لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات 2016. ويفضل الأمريكيون استخدام مصطلح «صانع الصفقات» بدلا من تعريف «السمسار» في محاولة لإضفاء قدر من الاحترام على طريقته في العمل السياسي.
ترامب يريد إصدار ورقة نقدية أمريكية جديدة عالية القيمة الإسمية «250 دولارا» تحمل صورته، مثلما أصدر بعد فوزه بالرئاسة هذه المرة نسخة من العملات المشفرة تحمل صورته، حقق منها أرباحا شخصية طائلة.
وهو قرر أن تكون العملات المشفرة جزءا من الاحتياطي النقدي للولايات المتحدة مثل الذهب لأول مرة في التاريخ، وقد وقع أمرا رئاسيا بذلك.
هذه الطموحات المالية الصاروخية لا تتوقف داخل حدود الولايات المتحدة، وإنما تتجاوزها إلى العالم، أينما تكون هناك ثروات طائلة مستدامة.
فهو يريد السيطرة على قناة بنما بحجة أن الولايات المتحدة هي التي شقتها، وهي حجة مزيفة، للحصول على إيراداتها أو جزء منها أو حتى السماح للسفن الأمريكية بعبورها ذهابا وإيابا مجانا من دون دفع أي رسوم.
وهو يعتقد أن جزيرة غرينلاند الدنماركية، أكبر جزر العالم، مليئة بالخيرات التي لا تستحقها الدنمارك، وأنها يجب أن تكون من نصيب الولايات المتحدة طوعا أو كرها.
وهو يرى أن قطاع غزة يحتل مساحة جميلة على البحر المتوسط، وبه أشياء لا يستحقها الفلسطينيون مثل الشواطئ الزرقاء والشمس الساطعة والمناخ الجميل على مدار السنة. ولذلك فإن غزة يجب أن تكون من نصيب الولايات المتحدة، وأن ينتقل الفلسطينيون قسرا أو طوعا إلى مكان آخر. ومن ثم فقد اختار سمسارا عقاريا هو ستيف ويتكوف ليكون مبعوثه السياسي إلى الشرق الأوسط!
هذا هو دونالد ترامب الذي يرى العالم كله مشروعا استثماريا للولايات المتحدة وحدها. وقد وصلت الوقاحة بالسياسة الخارجية الأمريكية اللا أخلاقية إلى الدرجة التي شاهدها العالم على الهواء مباشرة خلال حفلة توبيخ رئيس أوكرانيا في البيت الأبيض في نهاية الشهر الماضي. ورغم حماقات الرئيس الأوكراني، الذي ورطته الولايات المتحدة وورطت أوروبا معه في حرب خاسرة ضد روسيا، فقد كانت تلك الواقعة وما جرى فيها مناسبة كاشفة لحقيقة سياسة ترامب الخارجية والاقتصادية. ترامب ببساطة يريد أوكرانيا بما فيها من موارد وثروات، ولا مانع لديه من عقد صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل اقتسام تلك الثروات بين أمريكا وروسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى