كتاب وشعراء

سياط الغربة ...للشاعر غسان ابو شقير

سياط الغربة
أعلم ان رحيلك المحتوم
لم يكن صدفة عابرة ً…
دارت الأيام و غربتي
و سبقتني حقائبي إلى محطاتك البعيدة و لحقت بها دموعي
نظرتي الأخيرة مرتبكة حائرة ترنو إليكِ ترتجي من رحيلك التأني
أراك راحلة ً مثل الغيوم الممطرة
و مسافرة
حتى يدي التي كانت تصافح يدك بالأمس اليوم تلوح لك بالأفق حين الوداع
وترغب ضم اليد التي ودعتني ..
اقول لك لا ترحلي
ارحلي إن شئت أن ترحلي
ولكن عاهد يني أن تعودي اليلة مع النجوم الساهرة
سأرصد بوابة الغيوم وانتظر الهطول
إن رجعتي يطيب اللقاء
وتعود البسمة للوجود
ارتقب أن تعودي..
لترتسم الورود على ثغر الأفق فالأمل الذي كان يداعبني يعود يشدني إلى أقصى الجنون
قلبي العليل لن يتخلى عنك للحظة وهو مشتاق إليك
والهوى شاغلني على الدوام
أهمس إليك بأرق العبارات
ارجعي الى موطنك
كي تغني الطيور وتنشد ازهار الحقول …
ارجعي و أرعي وداد ي
زهوري روتها دموع النحيب
و ال اشتياق لا يغادرني ..
شذاك سيد المكان يا قدري الجميل..
قنديل الأمل لم يخبو
والضوء الخافت ينير عتمة الدرب
محا السواد و محق السراب
توهج الفتيل بين الضلوع
تعالي واسبقي ظلي
و ل ترحل أحزاني نحو الغروب
أستجرت بالرمضاء من جمر الاحتراق
شبح الإنتظار يقلقني و على سكة الليل يحرث حقول الفراق
و يجوب البلاد
دموعي العزيزة تهطل غزيرة
من سحب العيون
غرقت تخوم الارض من آهات الآنين
لهيب الشوق يلاحقني
يحاصرني
يقيدني بسلاسل الحديد
انجديني.. يا حلمي المنشود
خلصيني من الحاح السؤال
اسافر وحيدا في صمت الأثير
اترامى مثل سعف النخيل في صحراء النسيان
اقضم ساعات الإنتظار
وأمزق بردة الجليد باظافري…
سياط الغربة تجلدني كل يوم بلا هوادة.
كل ليلة تجالسني على كراسة الذاكرة
كي ادون قصيدة حزينة
من حروف اسمك..
ومن ذكراك …بماء الذهب
رسمتك بالنجوم و الزهور
و لونتك في العطور والخمور
زينتك بسخاء الدموع
وذوبان الشموع
في صمتي ناديت .
في همسي ناجيت
مهدد بالإنقراض والفناء ،
اجيبي النداء
اصغي واسمعي صدى همسي
ربما تهدأ الروح وتشفى الجروح إن أجبتي النداء
رغم قساوة الفراق لم يزل الحلم الأزرق يراودني
يرفرف في صدري
و يداعب جبيني
وبين الضلوع يخفق جناح الشوق
بهاء النور كساني
و دثرتني سحب الغمام
الى عباءة الوقت شرعت أبواب قلبي..اقتحمي غماره و اعبري بواباته.. عجلي الخطى و لا تتمهلي عند المسير
رفقاً بقلبي عجلي في الولوج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى