
“قصيدة سردية تعبيرية ”
“أصداءُ الحُبِّ وأمواجُ النَّدَمِ”
لن أكونَ مُذنِبًا،لن أكونَ قِنديلًا مُعلَّقًا في كَهفِ الخَطايا…
ولا نارًا تَشتَعِلُ على حَطَبِ الظَّنِّ والتَّأويلِ.حِكايةُ زُليخا تُروى، بِأقنِعَةٍ جديدةٍ تَتَراقَصُ، أَصابِعُ مَغموسةٌ في طِلاءِ الشاشاتِ الباهتةِ.حَوَّاءُ… تَتَدَلَّى من تُفَّاحةِ الإعلانِ كَغَوايةٍ،
وآدَمُ ضائِعٌ في سِلالِ الرَّغبةِ،والشَّيطانُ… يَجذِبُنا بِبَهاراتِ هاشتاجٍ خفيفةٍ وموسيقى بَطيئةٍ تُشبِهُ أَحلامَ المساءِ.
هوَ لن يَأتِيَ من غارٍ سَحيقٍ، تَسَلَّلَ خُفيةً عَبرَ شاشةِ هاتفٍ،يَبُثُّ سُمومَهُ بِأُغنيَةٍ ناعِسةٍ،يَرمي شِباكَ الغَوايةِ عَبرَ وَسيمٍ مُبتَسِمٍ، يَهمِسُ: “اقتربْ…”أَهيمُ في هذا التِّيهِ كَطَيفٍ فَقَدَ اِنْعِكاسَهُ، تَتَأَجَّجُ في داخلي نِيرانٌ لا تَستأذِنُ،
وتَهمِسُ نَسائِمُ النَّدَمِ في الآفاقِ،تَنهَضُ النَّفسُ اللَّوَّامَةُ من سُباتِها، تَغتَسِلُ بِالمَطَرِ الَّذي يُغني كَما بُكاءِ أَلف صلاةٍ. قَلبي لَيسَ مَقامًا لِلمُجونِ، بل هو مِحرابُ عِشقٍ تائِهٍ،
يَسعَى جاهِدًا لِيَتَجَنَّبَ تَدنيسَ زَيفِ اللَّذَّةِ. أُقسمُ… كَما أَقسَمَ الذِّئبُ حينَ لَوَّثوا بَراءتَهُ، أَنا بَريءٌ من دَمِ العاشِقينَ، ومِن نَزفِ العُيونِ في مُنتَصَفِ الغِيابِ فَلا تُلَوِّحوا باتِّهاماتٍ في الهَواءِ،ولا تَتَهامَزوا خَلفَ جُدرانِ صَمتِكمُ المَصقولِ،فَأَنا أَعلَمُ أَنَّني أَحبَبتُ،وأَعلَمُ أيضًا أَنَّني لَم أَرتَدِ قِناعًا،رَأَيتُهُ… غارِقًا في لُجَجٍ لا قَرارَ لَها، كَأنَّهُ مَسحورٌ، مَفتونٌ بِأناهُ المُتَضَخِّمَةِ.ظَنَنتُهُ نَقيًّا، فَأَخلَفَتني حَواسِّي، وبَعضُ الظَّنِّ إثم لَعَنتُ قَلبي حينَ تَبِعَ السَّرابَ اِستَنجَدتُ بِالخَفاءِ، أَطلَقتُ دُعاءً بِلا صَوتٍ،أَخفَيتُ وَجَعي تَحتَ جِلدٍ من صَبرٍ لَعينٍ تَلتَقِطُ الخَبَرَ كَحَسَّاسٍ يَجمعُ الأَشِعَّةَ،والمَواقِعُ تُرَوِّجُ الحِكايةَ… نُسخةٌ باهِتَةٌ من أَلفِ لَيلةٍ وَلَيلةٍ،وشَهريارُ يَعتَلي مَنصَّةَ التَّريندِ، يُحَلِّقُ بَينَ الجَوارِي كَأَنَّهُ مَلاكُ المُزَيَّفينَ.كَذبَةٌ، ووَرَقٌ مُلَوَّنٌ، حينَ ادَّعى التَّوبَةَ ذلِكَ المَجنونُ.أَمَّا بَعدُ… فَلا شَيءَ سِوى فَتىً يَخطُّ نَفسَهُ في مَرايا الآخَرينَ،يَتَقَمَّصُ نِزارًا أَحيانًا، وقَيسًا حينَ يَطُولُ اللَّيلُ،وَإِذا اشتَدَّتِ الوَحدةُ، استَعارَ سَيفَ عَنتَرَةَ.لَيلاواتٌ كَثيراتٌ تَتَمايَلُ أَمامَهُ،فَتَضيعُ الجِهاتُ، وتَتَشَظَّى البُوصَلَةُ.هو طِفلٌ، أُغريَ بِأَلوانِ الحَياةِ،فَاِبتَلَعَ الطُّعمَ، وَلَم يَتَعلَّمْ من الدَّرسِ.سَيُسقَى من كَأسِ المِحَنِ،
وَسَيَظَلُّ ظَمآنَ المَعنى،لِأَنَّهُ هو… هوَ ذاتُهُ،يَدورُ في حَلزونةِ الوَهمِ، كَعَسُّولٍ لا يَدرِي أَنَّهُ لا يَحمِلُ عَسَلًا، بل ظِلالَ فِكرةٍ خادِعةٍ.
ورود الدليمي/العراق