مصطفي السعيد يكتب :ترامب بدأ ينحني أمام الصين

يتوافد رجال أعمال وموظفون بوزارة التجارة الأمريكية على الصين، ويجرون لقاءات مع شركات ومسئولين صينيين، فيما يعد مفاوضات غير رسمية، والمرجح أنها تجري بمعرفة أو ربما بطلب من الرئيس الأمريكي ترامب، الذي وجد نفسه في مواجهة أزمات لم يكن يتصورها أو يفكر فيها، وكان يعتقد أن كل دول العالم سوف تمتثل لشروطه ومطالبه، ليجد أن كبرى الشركات الأمريكية تتعرض لخسائر متزايدة، والأموال تخرج من أمريكا، ولا وجود لاستثمارات اعتقد أنها ستتدفق على الولايات المتحدة، وأن القادم أسوأ، لهذا استخدم لهجة شديدة الأدب والتواضع، وقال إنه على يقين بأن كل شيء سيسير على ما يرام مع الصين، بعد مفاوضات قال انها ستكون إيجابية وتحظى بموافقة الطرفين، لكنه كان قد أعلن عن فرض رسوم على السفن المصنوعة في الصين، والتي تستخدم الموانئ الأمريكية، لكن مستشاريه أخبروه أن أكثر من نصف سفن العالم مصنوعة في الصين، وأن موانئ أمريكا ستتضرر بشدة، ويفقد الكثير من عمالها وظائفهم، وألا يأمل في أن تستطيع أمريكا بناء سفن تنافس الصين، التي لديها أكثر من 150 حوضا لبناء السفن، مقابل عشرة فقط في أمريكا، وأن الأحواض الصينية أكثر تطورا، وأعلى إنتاجية، وأن السفن الصينية ستملأ بحار العالم، ولا يمكن مقاطعتها. أما منع شركة انفيديا من تصدير رقائق ألكترونية للصين فسوف يؤدي إلى انهيار انفيديا، بينما ستنتج الصين رقائق تكفيها وتزيد. أما أكثر ما أشار إليه مستشارو ترامب أن الدولار قد ينهار بسرعة، لأن استمراره مرهون بالثقة في اقتصاد وقوة أمريكا، التي تهتز الآن، وعلينا التحرك قبل فوات الأوان.