مصطفي السعيد يكتب :لماذا الآن؟ وما سر التلاعب في تسريب عبد الناصر؟

لماذا اقتطعوا أجزاء من حديث جمال عبد الناصر والقذافي؟ ولماذا الآن هذا التسريب المتلاعب فيه؟ ولماذا وضعوا ابنه كواجهة لعملية اغتياله المعنوي الجديدة، التي صوبت هذه المرة على وطنية عبد الناصر “أغلى ما كان يملك”، والتي غفرت له بعض أخطائه .. اقتطعوا هذه الأجزاء دون إشارة لسياقها التاريخي المتعلق بقبوله “المؤقت” بمبادرة روجرز، والتي قال إنه وافق عليها ليستكمل بناء حائط الصواريخ على طول قناة السويس، أي أنه وجدها فرصة لاستكمال جبهة القتال، وليس للإستسلام، وإليكم جزء مقتطع من الحديث، لو كان قد جرى بثه لفهم الناس المغزى من قبول عبد الناصر مبادرة روجرز، وسر غضبه من تفسير بعض القادة العرب أنه تخلى عن القضية الفلسطينية حينئذ.
جمال عبد الناصر:
طب أنا مثلا رجعت من روسيا قاعد فى القاهرة مش قادر أمشى، عندى شغل وعندى ضرب والصواريخ عايز أطلعها فى القنال وطلعنا امبارح الصواريخ. إحنا دلوقتى بنعمل اللى هى عملية اللى هم بيقولوا عليها بالانجليزى re frog اللي هي خطوة الضفدعة.. بنعمل الصواريخ، كده إحنا بقالنا دلوقتى عايزين نعمل موقع الصواريخ من السنة اللى فاتت، كل ما نعملها بييجوا اليهود يضربوا العمال. مات يعنى مئات من عمال التراحيل، اللى هم الناس اللى قاعدين بيشتغلوا في المواقع.. مواقع الأسمنت.. فمافيش فايدة الحقيقة اليهود مركزين بيضربوا المواقع.
قلنا نعمل موقع الصواريخ مننا ومن الروس وفى حمايته. نعمل أدامه المواقع التانية. لأن اذا جاى يضربها يبقى هو مضروب بالصواريخ، وبعدين ننقل في المواقع التانية وفي حمايتها نعمل مواقع أدامها .. دى العملية اللى ماشية. الشهر ده بنكون خلصنا العملية كلها، ونبقى على القنال نمنع الطيران إنه ييجى يضرب قواتنا ونضرب شرق القنال؛ وده ممكن يدينا فرصة بعد كده إن احنا نعدى. يعنى مع طبعا الاهتمام بالقوات الجوية.. دى المعركة اللى احنا عايشين فيها الحقيقة.