الليلة ….بقلم هاجر يوسف

الليلة التي غادرت أرجلي بنطالي
نُزع تحت شعارٍ مضيء:
“سأشتريكِ، بقلب وديع!”
ككلب ينبح على ظلّه
جلستُ عاريةً،
كبلوزة غير مكتملة
على رف التخفيضات
جاء الرجال،
جاءت النساء،
جاءت القطط
برابطات عنق —
فحصوا ركبتيّ،
قسّموا سماكة فخذيّ،
ودون أن يدفعوا شيئًا،
سكبوا الكأس من يديّ
أيتها الرأسمالية،
أيتها القحبة القديمة
لكِ وجهه
ضحكتِ فوق عُريي
كأنني علامة تجارية فاشلة.
في تلك الليلة،
غادرت ساقاي بنطالي
ركضتا في الفراغ السائل
فوق أفكاركم العفنة
واقنعتكم التي يلفظها الليل
ركضتا حولها بلا حذاء،
أرتجفت
كعاهرة فقدت اسمها.
كان سقوطا كاملًا
ثُقبت فيه حلماتي
بهواء مسعور من فمّك
دخلتُ التاريخ،
من باب مكسور
أبحث عن غطاء لهذا الخزي الشفاف.
وقفت على غدير المحبة
بنهدٍ عارٍ
ألوح للمارة
”مازلتُ أملك بصمة إلهكم”
جثوت فوق الرصيف،
كحجر مُهمل،
اختبىء اختباء فاشلًا
كشمعة في طريق.
غرستُ اصابعي في جسدي
سحبتُ طائري الأخضر
يؤنسني..
رأيتُ كلب ميتًا
شددت ذيله إلى خصري،
كحبل سري
ظنًا أنني أيقظه يحميني.
الهواء بجانبي يسّكر
ويتقيأك
الهواء الخبيث هذا
يلفظ وجهك
على الطريق
الهواء هذا،
نسى وجهك على فمي.
الذُباب يُحرّض بعضه
على نهدي
وفراشة حكّت جناحها في فرجي،
حشوت عيناي بالتراب،
وصرخت للسماء المثقوبة.
تحت عمود الإنارة
حفرت لنفسي قبرًا،
غنيت له أغانيك المفضلة،
ثم بُلت عليه.
أيتها الرأسمالية القحبة
لا تدخلي يدك العفنة بين فخذّي،
بإمكانك أن تصلبيني
وفي صباح ما،
سأحملك وأرقص
حتى تتكسّر أنوثتي.
أيتها الرأسمالية،
أحترمك الآن
أعيدي بنطالي
وسألعق قضيب ساعتك،
سأزرع وجهي في جلدك،
سأبشر بك،
كأي دين،
لم يجد نبيّ.
هل أنت مهتم بهذا المنشور؟