كتاب وشعراء

ميلاد/ للفنان والمبدع العراقي فاضل ضامد

ميلاد
عندما مددتُ يدي على كتفها،
تهاوت كلُّ مشاعرها وارتجفت يدي
……..
أنا هاوٍ أُسعِفُ الليلَ بأحلامي
الموزَّعة بين مواسم الحطب،
وأسكبُ من وقودها على ذاكرتي المخملية.
أنا هاوٍ أتبضّعُ من سوق الغصّات،
غصّةً بعد أخرى،
وريقي يحمله نسيانٌ معتَّقٌ
لا ذائقة له غير اختيار المرِّ.
هاوٍ لكثيرٍ من الحسراتِ والأماني،
لا يردعها غير قبضةِ يدٍ فارغة.
ولي معها من الحكاياتِ سلاسلُ قيد التنفيذ،
هاوٍ على دكّةٍ أترجّى أيَّ عابرٍ إلى جانب الأمان
أن يأخذ بيدي ويرسم عليها خارطة النجاة.
أنا هاوٍ لمدرستي ومعلّمي،
أُسَبّح بهما مع كلِّ من شاركني القفز إلى الكبَر.
ربّما كانت سبّورة المدرسة أدرى،
وطبشور المعلّم أذكى.
هو القدرُ وحده،
تركوه على أبواب بيوتنا مكتوبًا:
إمّا حربٌ أو مطحنةُ الفقر.
كانت يدي قد رسمتْ على كتفها
ملامحَ من فطامي،
وهي مرتبكةٌ تترك يدي
لتدخل أبواب جهنّمها.
وجنّتي مثل وترٍ انقضّت عليه الأصابع فانقطع،
ولم تكتمل تلك الملحمة.
أمُّنا أكثرُ النساءِ تساؤلًا:
لماذا وُلدتُ في زمنٍ أغبر،
وفي وطنٍ مدمَّر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى