مريم محمد نعمي تكتب :العالم إلى السّلام أم إلى الإنفجار؟

أظهرت الإدارة الجديدة للحكم في سوريا قصورها منذ البداية، ومع تزايد الأحداث أثبت “أحمد الشّرع” ضعفه في إدارة البلاد وأنّه يقود سوريا نحو التّقسيم والقتال.
تكمن مشكلة الحكم الجديد في سوريا أنّ الحاكم هو عنصر سابق في تنظيم القاعدة، وأنّه بنى إدارته على أنقاض الحكم السّابق ولم يسعى للتّغيير الجذري، لم يحلّ مشكلة الحقن الطّائفي الّتي ولدت منذ أكثر من ١٤ عاماً، بل فاقمها حيث تكرّر السّاحل السّوري لكن هذه المرّة في السّويداء وجرمانا ممّا دفع بعض أبناء الطّائفة الدّرزيّة إلى الإستعانة بالعدو الصّهيوني ليحميهم من العصابات المسلّحة، وهذا الأمر كان مرفوض بل يجب على الدّروز أن يتمسّكوا في عروبتهم.
القاتل واحد والمستهدف مكوّنات البلد الواحد، استباحت الطّائرات الإسرائيليّة المجال الجوّي السّوري ووجّهت رسالة تحذيرية لـ “أحمد الشّرع” بقصفها محيط قصر الشّعب، لم يكن هناك ردّ من الجانب السّوري على الإعتداءات الإسرائيليّة، بل تحدّثت الأوساط عن فرار “أحمد الشّرع” من القصر!!
تحدّث الإعلام الصّهيوني عبر القناة ١٢ العبريّة عن تواجد كبار ضبّاط الجيش الإسرائيلي في السّويداء وعن وجود نيّة حقيقيّة من أجل دخول العدو إلى سوريا، وأن لم يتمّ هذا الأمر فهو حتماً قادم إذ لم يتحرّك الشّعب السّوري وينهض من أجل حماية واستعادة ما تبقّى من سوريا!!
هذا الأمر أدّى إلى استنفار تركيا حيث هي أيضاً استباحت السّيادة السّوريّة، شهد المجال الجوّي السّوري طيران إسرائيلي تركي وروسي!!
الأطماع واحدة فيلادلفيا الشّرق سوريا مع تزايد التّوتّرات بين إسرائيل وتركيا وتصادمهما على المصالح، هل تتوسّع التّصادمات وتنتقل المعركة في الأيّام المقبلة بين إسرائيل وتركيا رغم أنّ “ترامب” يعتبر أنّ “أردوغان” صديق جيّد وتربطه علاقة قويّة مع تركيا.
لقد أثبت الحوثيّون في اليمن أنّ أميركا حقّاً هشّة أمام الصّمود والإصرار اليمني على تحقيق هدفها وعدم وقف القتال حتّى انتهاء العدوان على غزّة، للمرّة الأولى أصدر المتحدّث بإسم العدو الصّهيوني “أفيخاي أدرعي” تحذير للشّعب اليمني وأرفقها بخريطة مطار صنعاء الدّولي، وكان هذا الهجوم بالتّنسيق مع الإدارة الأميركيّة على المستويين السّياسي والعسكري!!
تمّ قصف مطار صنعاء الدّولي بأسلحة ثقيلة ردّاً على الهزيمة المعنويّة والأضرار المادّيّة الّتي ألحقها الحوثيّون في العدو من خلال قصفهم مطار “بن غوريون” ووجّهه المتحدّث بإسم الحوثيّين العميد “يحيى سريع” رسالة لكلّ الشّركات العالميّة، أنّ المطار أصبح تحت مرمى نيران الصواريخ اليمنيّة بالإضافة إلى الحصار البحري! فرضت اليمن حصار جوّي أيضاً حيث ألغت العديد من الشّركات رحلاتها المقرّرة إلى إسرائيل!!
لقد فرض الحوثيّون حصاراًبحريّاً على السّفن الأميركيّة، حيث تمّ استهداف ناقلة الطّائرات “ترومان” أكثر من مرّة!
لقد غيّر الحوثيّون المعادلة بأكملها لصالح المحور وأثبتوا أنّ المحور مازال قويّاً ومتماسكاً، وأنّ أميركا لا تستطيع بعد اليوم أن تضع قواعد للمعركة وتفرض شروطها فهي باتت تدرك جيّداً حجم القدرة الهائلة الّتي يمتلكها الحوثيّون الآن، لقد أجبروا الأميركان على عقد إتّفاق يتضمّن وقف الإعتداءات الأميركيّة على اليمن مقابل عدم تعرّض اليمن للسّفن الأميركيّة فقط، أمّا المعركة مع العدو الإسرائيلي فهي مستمرّة إلى نهاية وقف العدوان على غزّة ولبنان وسوريا!!
هذه ليست المرّة الأولى الّتي يتفاجأ بها “نتنياهو” والعدو الإسرائيلي بمواقف “ترامب”، فبعد إعلانه عن بدئ التّفاوضات الإيرانيّة، أعلن “ترامب” عن توقّفه عن قصف اليمن والولايات المتّحدة لم تبلغ إسرائيل بمضمون تصريح ترامب عن وقف العمليّات ضدّ الحوثيّون.
هل نحن حقّاً أمام السّلام في الشّرق الأوسط؟ أم أمام الإنفجار الكبير خصوصاً مع بدء العمليّات العسكريّة بين الهند الّتي تدعم إسرائيل وبين باكستان، وكأنّ “ترامب” يحرّك العالم بأجمعه بخيوط مثل الدّمى نحو التّصادم.
على الحكومات العربية أن تستيقظ من ثباتها الطّويل وتدرك جيّداً أنّ أميركا لا يهّمها سوى مصالحها، عليها أن تستخدم جميع قدراتها العسكريّة لتقول كلّا لأميركا كما فعل الحوثيّون! أم هل تنتظرون أن يتمّ تدمير قدراتكم الّتي تستعرضونها كلّ عام على وسائل التّواصل دون استخدامها في ردع جنون عظمة تعاظم العدو الإسرائيلي والأميركاني..
البارحة شهدنا تدمير لقدرات عسكريّة، سوريا وبعدها قصف مطار صنعاء الدّولي من يضمن غداً أن لا يكون مطار بيروت أو مطار أي دولة عربيّة هو المستهدف؟؟
خصوصاً مع تصريح “إيدي كوهين”، البارحة قصر الشّعب وغداً القصر الجّمهوري في بعبدا!!