ظِلٌ لِشَكلٍ لَمْ يُخلّقْ/للمبدعة السورية الدكتورة مرشدة جاويش

#ظِلٌّ #لِشَكْلٍ #لَمْ #يُخْلَقْ
تَتَكَهَّنُ الرِّيحُ بِي
تَسْتَخْرِجُ الهَمْسَ مِنْ حَجَرِيَ النَّائِمِ
يَنْفُضُنِي غَسَقُ الحُلْمِ
يَكْتُبُنِي فَوْقَ جُدْرَانِ غُيَابٍ
طَلَاسِمَ مِنْ فُحُولَةِ الرَّمَادْ
عَيْنُهُ
تُفَتِّشُ فِي صَمْتِيَ الأَخِيرِ
تَشْهَقُ بِعُرْيِ نَفْسِي
وَتَذْبَحُنِي كَأَنِّي أَنَا
وَهْمُ نَفْسِهَا
كُنْتُ أَجُسُّ بِأَصَابِعِ ظِلِّي
خُطًى لَا تَتْبَعُنِي
أُصَفِّرُ لِوَحْدَةِ الرِّيحِ
فَتَرُدُّ بِأَبْوَاقِ زَلْزَلَةٍ
كُلَّمَا هَمَسْتُ لِقَلْبِي: أَصْغِ
مَاؤُكِ
خَطِيئَةٌ أَفْلَتَتْ مِنْ صَلَاةِ النَّبْتِ
تَتَدَلَّى عَلَى حَافَّاتِ ظَمَئِي
وَتَبْتَلِعُنِي
فِي مَمَرَّاتِ التَّنَاسِي
وَرْدَةٌ تَفْتَحُ فَاهَا لِظِلٍّ
وَتُرَتِّلُ خَسَارَةً كَانَتْ بُشْرَى
تَصْعَدُ نُدْبَتِي
كَنُوتَةٍ خَرْسَاءَ
فِي جَوْفِ صَدًى لَا يُصَلِّي
تَتَشَقَّقُ فِي مِزَاجِ النُّورِ
وَلَا تُفْصِحُ إِلَّا بِرُعْبٍ نَاعِمٍ
كَمَنْ يُقَبِّلُ مَوْتَهُ
فِي قَارُورَةِ عِطْرٍ مُنْسِيَّةٍ
أُنَازِلُ سِرِّي
فِي غُرْفَةٍ لَا تَسْكُنُهَا الأَشْبَاحُ
أَغْرِسُ صَوْتِي فِي لُغَةٍ مَصْلُوبَةٍ
بَيْنَ فَكَّيْ حُلْمٍ مَكْسُورٍ
ثُمَّ حَدَثَ أَنْ
رَأَيْتُنِي أَخْرُجُ مِنِّي
أَخُطُّ خَطاً دَائِرِياً حَوْلَ غِيابِي
وَأَخْفِتُ كُلَّ أَبْجَدِيَّةٍ فِي نَبْضِي
حَتَّى بَدَأَ النُّورُ
يَنْبُتُ فِي مَكَانٍ
لَمْ أَسْكُنْهُ قَطُّ
هُنَاكَ
فِي زَفْرَةِ الضِّلْعِ الأَوَّلِ
كُنْتُ أَصِيرُ
ظِلًّا لِشَكْلٍ لَمْ يُخْلَقْ بَعْدْ
#مرشدة #جاويش