فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :إسرائيل عاجزة عن الحرب .. قادرة على الإغتيال

في الحروب مع لبنان وغزة وإيران تأكد اعتماد الكيان على الإغتيالات بدلا من الحروب، فعجز عن السيطرة على غزة الصغيرة في مساحتها والمحاصرة برا وبحرا وجوا، رغم التفاوت الهائل في موازين القوى، وإن كان قد نجح في اغتيال بغض رموزها، وفي لبنان لم يتمكن من السيطرة على بلدة حدودية واحدة، لكنه نجح في الإغتيالات، ، والإغتيال يحتاج ثلاثة عناصر أساسية ” الخسة، والخبرة والقدرة التقنية”، فهل يمكن للكيان تحقيق أهدافه بالإغتيالات بدلا من الحروب التي فشل فيها؟ لم تحقق الإغتيالات غايتها في غزة، رغم نيلها من كثير من الرموز، ولجأ إلى الإبادة بالقتل الجماعي للمدنيين والمستشفيات والتجويع وكل أساليب الضغط على المدنيين العزل، وكذلك لم يحقق الكثير في لبنان، لولا بعض الأخطاء التكتيكية للحزب اللبناني، باللجوء إلى الردع، الذي رأى فيه حكمة ما، لكن الحكمة والصبر في غير موضعهما “ضعف”يغري بتغول الخصم، مثلما الشجاعة في غير موضعها نوع من التهور، وكان لبنان مخترقا استخباراتيا بشدة، والعملاء لا يخفون عمالتهم، وسفراء أمريكا وأوروبا يمرحون كقادة ميدانيين للإحتلال،والخسارة الأكبر للبنان كانت في نجاح الإنقلاب العسكري الذي دبرته تركيا مع إسرائيل وأمريكا وبعض دول أوروبا وأطاح بالقيادة ، وسيطر الإنقلابيون على غرفة العمليات، وأمروا الجيش بالإنسحاب، ليحتل الجولاني سوريا بالدراجات النارية وبضع عربات مدرعة. وها هو الكيان يجرب الإغتيالات في إيران والأمر مختلف كثيرا في بلد كبير، يمتلك العديد من مقومات القوة، ومؤسسات لا تتأثر بغياب أشخاص، ولهذا لم تحقق الإغتيالات في إيران إلا القليل جدا من الأهداف، ولم تمس جوهر القوة الإيرانية، بل تمنح إيران زمام المبادرة إذا استغلتها، أما إذا واصلت الصبر الإستراتيجي والحكمة في غير موضعها والتلويح بالردع فستخسر كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى