في عروقي …..بقلم نعمان رزوق

في عروقي
تصرخ مذبحةٌ قديمة ،
في دمي طعنةٌ لم تُسحب بعد
و لستُ شاعراً كل الوقت ..
أحياناً أكون رصاصةً
تبحثُ عن جبين .
فعندما أسماني أبي ( نُعمان )
لم يكن يعرف أنه أهداني شقّاً من لعنةٍ قديمة ،
اسماً يرنُّ في أذني ..
كأنّه سلسلة من الحديد تُجرُّ في بلاط الملوك ،
اسماً لا يُنادى ..
بل يُستدعى .
و لكنّ الملك الذي سُمّيتُ على اسمه
قُتِلَ .. كأنه عبد ،
و سُحقت كرامته تحت أقدام الفيلة ،
لا لأنه ضعيف ..
بل لأنه رفض أن يُذلّ .
بلى متَّ مقتولاً يا جلالتك ..
و لكن كسرى لم ينتصر سوى على النون الأولى من اسمك ؟
أما النون الأخيرة ..
فقد توزعتْ بيننا ،
كسرٌ في الظهر ،
و صرخةٌ في الجمجمة ،
و ضحكةٌ سوداءُ كلما احترق قائدٌ فارسيٌّ على شاشةِ الأخبار .
أنا النعمانُ الأخير
أحملُ شقائقك في دمي ..
في ارتجاف حنجرتي كلما نطقوا باسم ( الفُرس ) ..
و لستُ غبياً ،
أعرفُ أن مَن يضغط الزناد اليوم ليس عربياً ..
لكنني لا أُمانع ،
فأنا لا أبحثُ عن يدٍ نقيّة ..
بل عن حسابٍ يُغلق .
فلتسقط جنرالاتكم واحداً تلو الآخر
و لتُفتح عليكم أبوابُ الجحيم لا بأيدي( المؤمنين )..
بل بأصابعَ لا تعرفُ الله و لا تعرفنا ،
فقط تُنفّذُ مشيئة الكرامةِ المذبوحة منذ نهار الفيلة ..
و حتى نهار سورية المذبوحة .
أنا النُعمانُ الأخير ..
و في الحروب القادمة
لن أطلب سيفاً
بل مرآةً ،
أُريكم فيها وجهي .. و وجه كل سوريٍّ
دفنتموه حيّاً .