فيس وتويتر

السفير محمد مرسي يكتب :عناصر التأزم في المشهد الإيراني قد اتضحت تقريباً معظم ملامحها

رغم أن الوقت لا يزال مبكراً ، إلا أن عناصر التأزم في المشهد الإيراني قد اتضحت تقريباً معظم ملامحها .
فنحن الآن أمام دولة تم استباحة أرضها وسمائها بعد صمود وتماسك دام سنوات أمام أعتي أجهزة المخابرات في العالم ومعها مؤسسات القوة الإقتصادية والعسكرية والتكنولوجية فائقة التطور وعلي رأسها أمريكا ومعها إسرا*ئيل ومعظم دول أوربا .
إيران الآن دولة منهكة تحارب بمفردها القوي العظمي التي نجحت في تقليم أظافرها وقص معظم أجنحتها .
وتقديري أنها تولي الآن جل اهتمامها للحفاظ علي ترسانتها العسكرية أو ما تبقي منها وكذا بنيتها الأمنية والاقتصاديه لمواجهة قد تطول وتتعدد جولاتها.
وتتحسب لردود الفعل الإسرا*ئيلية والأمريكية التي قد تنتهز هذا الزهو ونشوة القوة والزخم للإجهاز علي ما تبقي لإيران من عناصر قوة وتهديد.
بل أن بعض المتفائلين في المعسكر الآخر ومنهم بعض العرب للأسف الشديد يعتقدون بأن سيناريو تغيير نظام الملالي بنظام موالٍ كنظام شاه إيران بل وتقسيم إيران ذاتها أصبح في متناول اليد والعين .
ولعل هذا يفسر البطئ الواضح في الرد الإيراني علي هذه الضربة وما سبقها كذلك.
فإيران الآن في موقف لا تحسد عليه .. فلا هي تستطيع تحمل تبعات الصمت وعدم الرد علي اختراق خطوطها الحمراء ،
ولا هي قادرة علي الرد القوي الحاسم دون المخاطرة بتدمير ما تبقي من قدراتها .
ولا يعني هذا بالضرورة أن الأمر سينتهي عند حد تدمير القدرات النووية والاقتصادية الإيرانية ، فمازالت هناك مساحة محدودة لتبني فكر المتشددين في إيران خاصة إذا تواصل التدمير لمقدراتها .
ومن هنا يأتي مكمن الخطر علي دول المنطقة وبصفة خاصة دول الخليج العربي .
علي أن السؤال الجوهري والملح الآن هنا هو أننا علي مشارف عصر إسرا*ئيل الذهبي ..
والذي يعني وبكل بساطة أن تعظيم الدور والنفوذ والسيطرة الإسر*ائيلية سيأتي قطعاً علي حساب وخصماً من رصيد دول المنطقة المحورية وهي تحديداً مصر وتركيا والسعودية .
ولكل من الدول الثلاث حساباته وتوازناته عند تحسس خطي المستقبل حتي القريب في المرحلة القلقة الملتهبة التي دخلنا فيها الآن .
ولكن أكثرهم حساسية وتعقيداً وصعوبه وخطراً هي وطننا مصر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى